التوسعة السعودية الثالثة: نقلة تاريخية في رحاب المسجد النبوي
تُعد التوسعة السعودية الثالثة للمسجد النبوي الشريف، التي أمر بها ووضع حجر أساسها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، واستكملها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أكبر توسعة يشهدها المسجد النبوي على مر العصور الإسلامية. هذه التوسعة تهدف إلى مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمسجد النبوي من مليون مصلٍ إلى 1.8 مليون مصلٍ، مما يجعلها علامة فارقة في تاريخ العمارة الإسلامية.
انطلاق أعمال التوسعة
في 8 ذو القعدة 1433هـ الموافق 24 سبتمبر 2012م، دُشنت أعمال التوسعة ووضع حجر الأساس، تبع ذلك إخلاء وإزالة 100 عقار واقع في نطاق التوسعة في الجهتين الشرقية والغربية للمسجد النبوي الشريف، بعد تعويض أصحابها بشكل كامل.
مراحل التوسعة والتصميم المعماري
دمج مع التوسعة السابقة
اعتمد تصميم التوسعة السعودية الثالثة على دمجها مع التوسعة السعودية الثانية، لخلق مظهر موحد ومتناغم يتميز بالانسجام المعماري والجمالي. يتم ذلك من خلال الاشتراك في عناصر حديثة، مثل الأسقف الزجاجية المتحركة التي تسمح بدخول التهوية والإضاءة الطبيعية، بالإضافة إلى تقاسم النظم الخدمية المتعلقة بالتكييف والتهوية.
مآذن جديدة وتطوير المواصلات
بعد اكتمال البناء، ستشمل التوسعة استحداث 10 مآذن بارتفاعات شاهقة، بالإضافة إلى تطوير منظومة المواصلات المحيطة بالمسجد لتسهيل وصول الزوار، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم.
تفاصيل إضافية في التوسعة
يشمل المشروع تنفيذ التوسعة الشرقية للمسجد النبوي على مساحة 100 ألف م2، وتركيب قباب زجاجية متحركة وثابتة لتوفير منافذ لدخول الهواء والإضاءة بطرق هندسية حديثة. كما يجري تركيب سلالم كهربائية للدور الثاني، الذي يستوعب نحو 180 ألف مصلٍ، بالإضافة إلى مصاعد كهربائية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتنفيذ مبنى إضافي في الجهة الشرقية على مساحة 82 ألف م2.
مظلات ساحات المسجد النبوي
تم التوجيه بتصنيع وتركيب 250 مظلة على أعمدة ساحات المسجد النبوي الشريف، لتغطية مساحة 143 ألف م2 من الساحات المحيطة بالمسجد من جميع الجهات الأربع.
المساحة الإجمالية للتوسعة
بعد الانتهاء من التوسعة، ستصل المساحة الإجمالية إلى 1.020.500 م2، شاملة الساحات والمباني المسقوفة، مما يجعلها الأكبر في تاريخ المسجد النبوي.
الطاقة الاستيعابية للتوسعة
مراحل التوسعة
تُنفذ التوسعة على ثلاث مراحل، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية للمرحلة الأولى 800 ألف مصلٍ، بينما تركز المرحلتان الثانية والثالثة على توسعة الساحات الخارجية في الجهتين الغربية والشرقية.
إشراف خادم الحرمين الشريفين
يشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على التوسعة السعودية الثالثة للمسجد النبوي الشريف، التي لا تزال أعمالها الإنشائية مستمرة حتى اليوم.
المشاريع المرتبطة بالتوسعة
مشروع درب السنة
تشمل المشاريع المرتبطة بمشروع التوسعة مشروع درب السنة، الذي يهدف إلى إحياء سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المشي بين المسجد النبوي ومسجد قباء. يقع المشروع على أراضي خمسة أحياء في المدينة المنورة: العوالي، قربان، البحر، الجمعة، والدويمة.
امتداد مشروع درب السنة
يمتد مشروع درب السنة على طول 3 كلم، من جنوب المسجد النبوي حتى المنطقة الشمالية المحيطة بمسجد قباء التاريخي، ويضم قطع أراضٍ مطورة تشمل فنادق وأبراج سكنية.
مشروع دار الهجرة
من بين المشاريع المرتبطة أيضًا مشروع دار الهجرة لخدمة الحجاج والمعتمرين، الذي يأتي ضمن إعادة تخطيط المنطقة المركزية لتوفير بدائل حديثة ومتطورة للفنادق التي أُزيلت في مشروع التوسعة، بالإضافة إلى تطوير المنشآت المحيطة بالمسجد النبوي الشريف.
وفي النهايه :
التوسعة السعودية الثالثة للمسجد النبوي الشريف ليست مجرد مشروع بناء، بل هي رؤية متكاملة تهدف إلى توفير أفضل الخدمات لزوار المسجد النبوي، وتوسيع نطاق العبادة والراحة لهم. هذه التوسعة، بما تشمله من تطويرات معمارية وخدمية ومشاريع مرتبطة، تعكس الاهتمام البالغ من القيادة السعودية بالحرمين الشريفين، وتوفير كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين. فهل ستكون هذه التوسعة نقطة تحول في استقبال الأعداد المتزايدة من الزوار، وهل ستلهم مشاريع مماثلة في العالم الإسلامي؟
