التوجه التنموي لجزيرة دارين وتاروت: رؤية متكاملة نحو مستقبل مزدهر
التوجه التنموي لجزيرة دارين وتاروت يمثل مشروعًا طموحًا يهدف إلى تطوير شامل لهاتين الجزيرتين العريقتين. أُعلن عن هذا المشروع بقرار من مجلس الوزراء في 24 نوفمبر 2022، بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. ويتضمن المشروع إنشاء مؤسسة متخصصة لتطوير الجزيرة، مما يعكس التزامًا جادًا بتحقيق التنمية المستدامة.
موقع الجزيرة وأهميتها التاريخية
تقع جزيرة تاروت في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية، وتُعتبر رابع أكبر جزيرة في الخليج العربي، بعد جزر قشم وبوبيان والبحرين. تحتضن تاروت في ركنها الجنوبي بلدة دارين، التي كانت في الماضي جزيرة صغيرة منفصلة، قبل أن يتم ردم القناة المائية الفاصلة بينهما في عام 1979.
أهداف مؤسسة تطوير جزيرة دارين وتاروت
تحقيق التنمية المستدامة
خصصت الحكومة ميزانية تقدر بـ 2.64 مليار ريال لهذا التوجه التنموي، وتسعى مؤسسة التطوير إلى الارتقاء بمستوى المعيشة وتعزيز الناتج المحلي. تعتمد الرؤية على الاستفادة المثلى من المزايا الفريدة للجزيرة في مجالات التراث، البيئة، السياحة، مما يسهم في تحقيق تنوع اقتصادي مستدام.
ركائز التوجه التنموي
مقومات أساسية
تمتد جزيرة دارين وتاروت على مساحة 32 كيلومترًا مربعًا، وتضم حوالي 120 ألف نسمة. يرتكز التوجه التنموي على ثلاث دعائم رئيسية: الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للجزيرة، وإحياء المواقع الطبيعية والبيئية، وتعزيز جودة الحياة وتنمية الاقتصاد السياحي.
مبادرات التوجه التنموي
مشاريع نوعية
لتحقيق الأهداف الطموحة، تم تطوير أكثر من 19 مبادرة نوعية. على الصعيد الثقافي، سيتم تطوير قلعة ومطار دارين ليصبحا وجهتين سياحيتين بارزتين، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانات ثقافية وتراثية متنوعة وإنشاء مسارات للمشاة في المناطق التراثية. بيئيًا، سيتم إنشاء أكبر غابة مانجروف على ضفاف الخليج العربي، مع فنادق ونُزل بيئية في المناطق الطبيعية. لتحسين جودة الحياة، سيتم إنشاء طرق وبنية تحتية متطورة وحدائق عامة، بما في ذلك ملاعب ومنشآت رياضية حديثة.
الأثر الاقتصادي المتوقع
نمو وازدهار
من المتوقع أن يسهم التوجه التنموي في تحقيق أثر اقتصادي واجتماعي كبير، بمتوسط مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي يصل إلى 297 مليون ريال سنويًا. كما يهدف إلى زيادة عدد السياح إلى 1.36 مليون سائح بحلول عام 2030، وتوفير آلاف الفرص الوظيفية. سيتم تخصيص حوالي 48% من مساحة الجزيرة للساحات والحدائق العامة والواجهات البحرية والطرق والمرافق.
أهمية جزيرة دارين وتاروت
تاريخ عريق
تتمتع الجزيرة بأهمية تاريخية تعود إلى أكثر من 5000 سنة، وتضم أكثر من 11 موقعًا تراثيًّا. يُعتبر ميناء دارين من أقدم الموانئ في المنطقة، واشتهرت في الماضي بكونها مرفأً بحريًا وسوقًا نشطًا للبضائع الثمينة مثل المسك والعطور والمنسوجات والتوابل.
وفي النهايه :
التوجه التنموي لجزيرة دارين وتاروت يمثل رؤية شاملة ومتكاملة تهدف إلى تحويل هذه الجزر إلى وجهة متميزة تجمع بين التراث العريق والتطور الحديث، مما يعزز مكانتها كمركز جذب سياحي واقتصادي حيوي في المنطقة. هل ستنجح هذه المبادرات في تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية التاريخية والتراثية للجزيرة، وتحقيق التنمية المستدامة التي تطمح إليها؟