البلبل أبيض الخد: جوهرة الطيور في سماء المملكة
في قلب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في المناطق الزراعية الخصبة بالمنطقة الشرقية، يتربع طائر البلبل أبيض الخد، أو كما يعرف محليًا بـ “البلبول”، كأحد أبرز أنواع الطيور التي تزين سماء المنطقة. هذا الطائر، الذي يحمل الاسم العلمي Pycnonotus leucogenys، ليس مجرد ساكن عادي في البيئة المحلية، بل هو جزء لا يتجزأ من التراث الطبيعي للمنطقة.
الوصف المميز للبلبل أبيض الخد
يُعرف البلبل أبيض الخد بمظهره الأنيق واللافت، حيث يتميز ببياض ناصع يغطي خديه، ويعلوه رأس ومنقار باللون الأسود الداكن. أما بطنه، فيزدان ببياض نقي، بينما تتلألأ منطقة العجز بلون أصفر مشرق، ويكسو ظهره لون رمادي فاتح يضفي عليه وقارًا خاصًا. هذا التمازج اللوني الدقيق يجعل منه طائرًا فريدًا يسهل التعرف عليه وسط باقي الطيور.
دورة حياة البلبل أبيض الخد
يزدهر البلبل أبيض الخد في المزارع، وخاصة تلك التي تحتضن أشجار النخيل الباسقة في محافظتي الأحساء والقطيف. يعتمد هذا الطائر في غذائه على حبات التمر اللذيذة قبيل نضجها، مما يجعله جزءًا من الدورة الزراعية في المنطقة.
تبدأ فترة التعشيش لهذا الطائر الجميل في الفترة الممتدة من شهر فبراير وحتى يوليو، حيث يقوم ببناء عش على شكل فنجان صغير، ويبطنه بعناية فائقة باستخدام الأوراق والحشائش المتوفرة. تضع الأنثى عادة ما بين بيضتين إلى ثلاث بيضات، وتحتضنها لمدة تتراوح بين 10 إلى 13 يومًا تقريبًا.
تستطيع طيور البلبل الصغيرة الطيران بعد مرور فترة تتراوح بين 9 إلى 11 يومًا من الفقس، وتبدأ في الاعتماد على نفسها في البحث عن الغذاء، الذي يتكون من الثمار والبذور والحشرات. اللافت في حياة هذا الطائر هو طول عمره، حيث يمكن أن يعيش لمدة تصل إلى 20 عامًا.
وفي النهايه :
إن البلبل أبيض الخد ليس مجرد طائر يعيش في بيئة المملكة العربية السعودية، بل هو رمز للتنوع البيولوجي وجمال الطبيعة في المنطقة الشرقية. من خلال مظهره المميز وسلوكه الفريد، يجسد هذا الطائر قصة حياة متكاملة، تبدأ بالتعشيش والتكاثر، وتنتهي بالتحليق في سماء المنطقة، حاملًا معه عبق النخيل ورائحة الأرض. هل يمكن اعتبار هذا الطائر مؤشرًا على صحة البيئة الزراعية في المنطقة، وهل يستدعي ذلك دراسات متعمقة للحفاظ عليه وعلى بيئته الطبيعية؟







