الاعتكاف في المسجد النبوي: رحلة روحانية في رحاب الطهارة
الاعتكاف في المسجد النبوي يمثل سنة نبوية مباركة، حيث يمضي المعتكفون أيامًا معدودة في رحاب المسجد، منقطعين للعبادة والذكر وتلاوة القرآن الكريم، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم. وعادة ما يحرص المسلمون على الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، التماسًا لليلة القدر ونيلًا لفضلها العظيم.
في رمضان 1445هـ الموافق 2025م، شهد المسجد النبوي توافد نحو 4,700 معتكف ومعتكفة، ممن اختاروا قضاء هذه الأيام المباركة في رحابه الطاهرة.
تنظيم وإدارة الاعتكاف في المسجد النبوي
تتولى الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مهمة تنظيم الاعتكاف في المسجد النبوي، حيث تقوم بإصدار التصاريح اللازمة للمعتكفين والمعتكفات عبر موقعها الإلكتروني الرسمي. كما يتيح تطبيق “زائرون” للهواتف الذكية إمكانية التسجيل للاعتكاف والحصول على التصريح بشكل فوري بعد إتمام عملية التسجيل.
أماكن مخصصة وخدمات متكاملة
يتم تخصيص أماكن مستقلة للاعتكاف، للرجال والنساء على حد سواء، داخل المسجد النبوي. وتوفر الهيئة كافة التسهيلات والتجهيزات الضرورية للمعتكفين، بالإضافة إلى خدمات متكاملة تشمل توفير مياه الشرب النظيفة، وخدمات النظافة الدورية، وتقديم وجبات الإفطار والسحور، والمشروبات الساخنة والباردة. كما تحرص على تقديم محاضرات ودروس علمية بلغات متعددة، وتنظيم حلقات لتحسين تلاوة القرآن الكريم، وعرض مواد إرشادية عبر شاشات مخصصة للمعتكفين.
شروط وضوابط الاعتكاف
وضعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مجموعة من الشروط والضوابط التي يجب على المعتكفين الالتزام بها، تشمل:
- الموافقة على التعهدات والضوابط النظامية للمسجد والالتزام الكامل بها.
- الالتزام بالدخول للاعتكاف في الموعد المحدد في 20 رمضان.
- ألا يقل عمر المعتكف عن 18 سنة.
نصائح وإرشادات للمعتكفين
بالإضافة إلى ذلك، قدمت الهيئة جملة من النصائح والإرشادات للمعتكفين، بهدف ضمان سير الاعتكاف على الوجه الأمثل، منها:
- الحرص على أداء صلاة التراويح والتهجد مع الإمام.
- الاهتمام بالمظهر النظيف وارتداء الملابس اللائقة.
- تجنب رفع الصوت أثناء الحديث لتفادي إزعاج المصلين الآخرين.
- عدم إدخال ما يخل بالمظهر العام، مثل الفُرش والملابس الزائدة، والالتزام بحفظ المتعلقات الشخصية في الخزائن المخصصة للمعتكفين في الجهة الشمالية من المسجد النبوي.
- الحرص على ترتيب الأغراض باستمرار وعدم إعاقة حركة المارة أو امتداد صفوف المصلين، وتجنب الجلوس في الممرات أو بالقرب من الفواصل بين أقسام الرجال والنساء.
- تجنب استخدام مقتنيات المسجد في غير ما خصصت له، أو تحريكها، أو تغيير وضعها، مثل كراسي المصاحف ودواليبها والسجاد والترامس وكاسات الشرب.
- الحرص على نظافة وترتيب مكان الجلوس، والتعاون مع العاملين في المسجد لتيسير مهامهم من نظافة وترتيب وفتح الممرات.
- الامتناع عن إدخال الأطعمة غير المسموح بها إلى داخل المسجد النبوي، وتناولها خارجه، والحرص على التخلص من المخلفات في الأماكن المخصصة لها، وعدم وضعها في قواعد الترامس.
- تجنب وضع الأغراض الخاصة أو الأحذية على فتحات التكييف، أو على دواليب المصاحف، أو تعليقها على جدران المسجد.
- عدم إزعاج المصلين بالتحدث عبر الهاتف الجوال.
- المبادرة بإخراج كافة الأغراض فور ثبوت دخول شهر شوال.
وفي النهايه :
إن الاعتكاف في المسجد النبوي فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، وتزكية النفس، والانقطاع عن مشاغل الدنيا. ومع الالتزام بالشروط والضوابط والإرشادات التي وضعتها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، يمكن للمعتكفين الاستفادة القصوى من هذه الأيام المباركة، وتحقيق الغاية المنشودة من الاعتكاف. فهل سنشهد في الأعوام القادمة زيادة في أعداد المعتكفين، وتطويرًا في الخدمات المقدمة لهم، بما يساهم في تعزيز مكانة المسجد النبوي كمنارة للعبادة والروحانية؟
