الاعتكاف في المسجد الحرام: رحلة روحانية في رحاب بيت الله
الاعتكاف في المسجد الحرام هو خلوة روحية يلتزم بها المسلمون في رحاب بيت الله الحرام، تأسياً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يكرس المعتكفون أوقاتهم للعبادة والذكر وتلاوة القرآن الكريم، وذلك خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، بدءًا من يوم 20 رمضان وحتى نهاية صلاة العشاء من ليلة عيد الفطر السعيد.
تنظيم الاعتكاف في المسجد الحرام
تتولى الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مسؤولية تنظيم الاعتكاف في المسجد الحرام، وذلك من خلال الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية، ممثلة في وحدة خدمات المعتكفين. تقوم الهيئة بنشر برنامج متكامل للاعتكاف عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، وتصدر التصاريح اللازمة للمعتكفين والمعتكفات من خلال الموقع: www.alharamain.gov.sa. كما توفر الهيئة خدمة التسجيل للاعتكاف عبر تطبيق “نُسك” لتسهيل الإجراءات على الراغبين في هذه السنة المباركة.
أماكن الاعتكاف المخصصة
يتم تخصيص أماكن محددة للاعتكاف داخل المسجد الحرام، حيث توجد مربعات خاصة بالرجال ومربعات أخرى مخصصة للنساء، وتكون هذه المربعات محاطة بحواجز في قبو توسعة الملك فهد رحمه الله.
كما يتم توفير خزائن مخصصة لحفظ متعلقات المعتكفين، وهي مرتبة ومرقمة، وتحتوي على بطاقات مبرمجة وممغنطة لكل خزانة. تقع هذه الخزائن في قبو التوسعة، على يمين ويسار الداخل. بالإضافة إلى ذلك، توجد مواقع خاصة للرجال وأخرى للنساء لوضع الأغراض المسموح بها. تتولى إدارة التوجيه وضع مراقبين على الأبواب المخصصة، وتزويدهم بمطويات وكتيبات صغيرة تتضمن تعليمات وإرشادات مهمة للمعتكفين.
ضوابط الاعتكاف: المسموحات والممنوعات
تضع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعض الضوابط لضمان سير الاعتكاف على أكمل وجه. يُمنع على المعتكفين إدخال الأطعمة إلى المسجد، حيث يتم تقديم وجبات الفطور والسحور لهم.
في المقابل، يُسمح لهم بإدخال بعض الأغراض الشخصية الضرورية، مثل سجادة صلاة فردية، وغطاء خفيف، ومخدة، وقطعتي إحرام. وتلزم الهيئة المعتكفين بالحفاظ على نظافة المسجد الحرام، وعدم استخدام خزائن المصاحف لأغراضهم الخاصة، أو تعليق الملابس على الأعمدة والسلالم. كما تشدد على أهمية تعظيم المكان وعدم التشويش على المصلين، والانشغال بالعبادة والذكر وتجنب الأمور التي لا فائدة فيها.
يحرص المعتكفون على أداء صلاة التراويح والتهجد خلف الإمام، ويُمنع الاعتكاف في قبو المسعى لتجنب إعاقة حركة الساعين. كما يجب مراعاة عدم اختلاط الرجال بالنساء وتجنب التجمعات العائلية داخل المسجد.
وفي النهايه : يمثل الاعتكاف في المسجد الحرام فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله وزيادة الإيمان، فهل سنشهد في السنوات القادمة تطورات تنظيمية جديدة تسهل على المزيد من المسلمين أداء هذه السنة المباركة؟
