الأفعى المقرنة: سمٌّ في رمال المملكة
تُعد الأفعى المقرنة، أو ما يُعرف بـ”أم جنيب” في اللهجة المحلية، نوعًا من الأفاعي السامة التي تستوطن البيئات الصحراوية في المملكة العربية السعودية. تمتاز هذه الأفعى بقرنين صغيرين فوق رأسها، مما أكسبها اسمها الشائع.
السمات المميزة للأفعى المقرنة
تتميز الأفعى المقرنة بتركيبة جسدية فريدة؛ فهي ذات جسم سميك ورأس مثلث الشكل، وهي سمة مميزة للأفاعي السامة. ذيلها قصير نسبيًا، ويتراوح طولها بين 60 و80 سم. يتناغم لونها مع البيئة الرملية التي تعيش فيها، مما يساعدها على التمويه. تعتبر من الثعابين السامة، حيث تمتلك زوجًا من الأنياب الأنبوبية في فكها العلوي متصلة بغدد السم الموجودة على جانبي رأسها.
الموطن والسلوك
تنتشر الأفعى المقرنة في المناطق الرملية، خاصة الكثبان الرملية، وتتحرك بانسيابية على الرمال، وهو ما أكسبها اسم “أم جنيب”. تستغل هذه الأفعى البيئة المحيطة بها ببراعة للاختباء، حيث تدفن جسمها في الرمال وتترك رأسها فقط ظاهرًا لمراقبة الفرائس.
نمط الحياة والتغذية
تعتبر الأفعى المقرنة من الكائنات الليلية، حيث تنشط في المساء والليل بحثًا عن الغذاء. تعتمد في غذائها بشكل أساسي على القوارض والسحالي، بالإضافة إلى بعض الطيور والحيوانات الأخرى. خلال فصل الشتاء، تدخل في فترة كمون لتجنب البرد القارس وندرة الغذاء، ولكنها قد تظهر في الأيام الدافئة.
خطر السم
تُشكل الأفعى المقرنة خطرًا كبيرًا نظرًا لسميتها الشديدة وانتشارها الواسع في المناطق الرملية، حيث تُعتبر مسؤولة عن معظم حالات الإصابة بلدغات الأفاعي في تلك المناطق. يُهاجم سمها الجهاز الدموي، مما يؤدي إلى تكسير خلايا الدم. الجرعة القاتلة للإنسان البالغ (70 كجم) تتراوح بين 40 و50 ملجم، في حين أن الأفعى تحقن ما بين 100 و180 ملجم في اللدغة الواحدة.
وفي النهايه :
تظل الأفعى المقرنة جزءًا من التنوع البيولوجي في المملكة العربية السعودية، ولكنها في الوقت نفسه تمثل تهديدًا يجب التعامل معه بحذر. فهل يمكن إيجاد طرق للتعايش مع هذه الكائنات السامة وتقليل خطرها على الإنسان، مع الحفاظ على البيئة الطبيعية التي تعيش فيها؟