الأذان في المسجد الحرام: نداء الصلاة ومعانيه
الأذان في المسجد الحرام بمكة المكرمة هو ذلك النداء المهيب الذي يصدح إيذانًا بدخول وقت الصلاة، ويرفعه المؤذنون الذين اختيروا بعناية لهذه المهمة الجليلة. هؤلاء الرجال ليسوا فقط مكلفين برفع الأذان وإقامة الصلاة، بل يشاركون أيضًا في ترديد التكبير خلف الأئمة، وإعلان الصلاة على الجنائز، والتكبير في صلوات التراويح والتهجد، والاستسقاء، والعيدين، والخسوف والكسوف، ليضفوا بذلك روحانية خاصة على هذه المناسبات.
مهام ومسؤوليات المؤذنين في المسجد الحرام
يتميز المسجد الحرام بوجود مؤذنين رئيسيين، لكل منهم أسلوبه الفريد والمتميز في الأداء. ولكل صلاة مؤذن أساسي، وملازم له، ومؤذن احتياطي. المؤذن المكلف بالحضور قبل ساعة من موعد الأذان يتواجد داخل المكبرية، وهي الغرفة التي تنقل صوته عبر المآذن إلى جميع أنحاء المسجد الحرام وخارجه.
تفاصيل عمل المؤذنين والملازمين والاحتياطيين
المؤذن يرفع الأذان والإقامة، ويقوم بالتبليغ، أي ترديد تكبيرة الإحرام وتكبيرات الركوع والسجود والتسليمتين بعد الإمام. أما الملازم، فيتولى النداء بالصلاة على الجنائز. في حين يكمن دور المؤذن الاحتياطي في تولي مهام المؤذن الأساسي أو الملازم في الحالات الطارئة، لضمان عدم انقطاع هذا النداء المقدس.
تحديد وقت الأذان والتقنيات المستخدمة
يعتمد المؤذنون في المسجد الحرام على ساعة خاصة موجودة داخل المسجد لتحديد وقت دخول الصلاة، بالإضافة إلى الاعتماد على تقويم أم القرى. توجد داخل المكبرية إضاءة تنبيه حمراء اللون، تُضاء تلقائيًا قبل موعد الأذان بدقيقة واحدة، لتنبيه المؤذن للاستعداد.
الأجهزة والشاشات المستخدمة في المكبرية
توجد أيضًا ساعتان إضافيتان لمعرفة دخول الوقت، وشاشة لمتابعة الإمام أثناء الصلاة في حال انقطع صوته عن المؤذن، بالإضافة إلى شاشة لمتابعة الجنائز. تعمل جميع هذه الشاشات على بطاريات أساسية واحتياطية وبطاريات طوارئ، لضمان استمراريتها في جميع الظروف.
نظام توزيع فترات الأذان
يتم توزيع المؤذنين في المسجد الحرام على ست فترات: الأذان الأول للفجر، الأذان الثاني للفجر، الظهر، العصر، المغرب، والعشاء. يتم توزيع هذه الفترات بينهم بالاتفاق ووفق جدول تنظيمي أسبوعي. يعتبر أذان الحرم المكي مرجعًا لأهالي مكة المكرمة لمعرفة وقت الصلاة، وخاصة في المغرب والفجر خلال شهر رمضان، لتحديد وقت الإفطار والإمساك.
دور المؤذنين في صلاة الجنائز
يلعب مؤذنو المسجد الحرام دورًا خاصًا بالجنائز، إذ يجب عليهم معرفة أعدادها وتفاصيلها. يتم ذلك من خلال الاتصالات المباشرة بين المكبرية ومرافق الحرم، بالإضافة إلى استخدام الكاميرات الخاصة بالمصليات لرصد الجنائز وأعدادها، وتحديد ما إذا كانت الجنائز لأطفال أو نساء أو رجال.
قائمة بأسماء مؤذني المسجد الحرام
يشرف على الأذان في المسجد الحرام عدد من المؤذنين الرئيسيين والمكلفين، الذين كانت تعتمدهم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سابقًا، قبل أن تنتقل هذه المسؤولية إلى رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
من بين هؤلاء المؤذنين: علي بن أحمد ملا، نايف بن صالح فيده، محمد بن علي شاكر، ماجد بن إبراهيم العباس، توفيق بن عبدالحفيظ خوج، محمد بن يوسف مؤذن، فاروق بن عبدالرحمن حضراوي، عصام بن علي خان، أحمد بن يونس خوجه، حمد بن محمد دغريري، سعيد بن عمر فلاته، محمد بن أحمد مغربي، عماد بن علي بقري، هاشم بن محمد السقاف، حسين بن حسن شحات، محمد بن أحمد باسعد، سامي بن عبدالرحيم ريس، سهيل بن عبدالملك حافظ، عبدالله بن أحمد باعفيف، إبراهيم بن عادل مدني، محمد بن علي العمري، أحمد بن علي نحاس، تركي بن طلال الحسني، وعاطف علي ملا، وأحمد فاروق حضراوي، وسعد بن منصور فقيه.
وفي النهايه :
يبقى الأذان في المسجد الحرام رمزًا للإسلام وروحانيته، ودوره يتجاوز مجرد إعلام بدخول وقت الصلاة، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية مكة المكرمة وذاكرة المسلمين. فهل سنشهد تطورات جديدة في أساليب الأذان وتقنياته في المستقبل؟











