الأبلق الشمالي: طائر مهاجر يجوب القارات
الأبلق الشمالي (Oenanthe oenanthe)، طائر ذو قدرة فائقة على الهجرة، يعبر القارات بين مناطق تكاثره في ألاسكا وأوراسيا وشرق جرينلاند وكندا، ومناطق الشتاء الدافئة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا. في سماء المملكة العربية السعودية، يظهر كزائر عابر شائع، خاصة خلال فصل الربيع، ولكنه لا يستقر للتكاثر فيها.
خصائص فريدة تميز الأبلق الشمالي
على الرغم من أن الأبلق الشمالي لا يواجه خطر الانقراض على المستويين الإقليمي والعالمي، إلا أن أعداده تشهد انخفاضًا ملحوظًا. يتميز الذكر بظهره وتاجه الرماديين، ويبلغ حجمه حوالي 15-16 سم، في حين يتراوح وزنه بين 18 و33 جرامًا.
موائل الأبلق الشمالي
يفضل الأبلق الشمالي الأراضي الساحلية كموطن له، خاصة تلك التي تضم أشجارًا قصيرة، بالإضافة إلى حقول العلف والمناطق الصخرية المفتوحة وملاعب الجولف.
الأبلق الشمالي في السعودية
في المملكة العربية السعودية، ينتشر الأبلق الشمالي على نطاق واسع خلال أشهر مارس ومايو وسبتمبر، خاصة في فصل الربيع. يختلف عدد الطيور المرصودة من عام لآخر، أما تلك التي تظهر خلال فصل الشتاء، فهي عادةً طيور مهاجرة مبكرة.
رحلة عبر القارات
على الصعيد العالمي، يتكاثر الأبلق الشمالي في مناطق شاسعة تمتد عبر ألاسكا وأوراسيا وشرق جرينلاند وكندا. خلال فصل الشتاء، يهاجر لمسافة تتراوح بين 3 آلاف و15 ألف كيلومتر ليصل إلى جنوب الصحراء الكبرى في قارة إفريقيا.
سلوك الأبلق الشمالي
الأبلق الشمالي طائر نهاري النشاط، ولكنه يفضل الهجرة ليلًا. يعيش إما منفردًا أو ضمن مجموعات مهاجرة، ويتميز بسرعة تنقله، حيث يمكنه قطع مسافة تصل إلى 290 كيلومترًا في اليوم.
غذاء الأبلق الشمالي
يتغذى الأبلق الشمالي على الحشرات واللافقاريات، مثل الحريش والعناكب، بالإضافة إلى ثمار التوت. يصطاد فرائسه على الأرض، أو يحفر عنها بمنقاره، أو ينقض عليها في الهواء. يفضل التحليق على ارتفاع منخفض، متنقلًا بين الأماكن المختلفة بحثًا عن الغذاء.
وفي النهايه :
يبقى الأبلق الشمالي مثالًا رائعًا على قدرة الطيور على التكيف والهجرة لمسافات طويلة. هل ستستمر هذه الطيور في عبور سماءنا، أم أن التغيرات البيئية ستعيق رحلاتها المستقبلية؟











