جبل أثرب: تحفة جبال الباحة
جبل أثرب، شامخًا كجزء لا يتجزأ من سلسلة جبال السروات، يستقر في منطقة الباحة بالمملكة العربية السعودية، وتحديدًا في الركن الجنوبي الشرقي من محافظة بلجرشي. يبلغ ارتفاعه المهيب 2,447 مترًا فوق سطح البحر، ويمتد في تناغم مع جبال السروات، بدءًا من الحدود اليمنية وصولًا إلى مشارف الطائف الشمالية.
التكوين الجيولوجي لجبل أثرب
يتميز جبل أثرب بثرائه الجيولوجي الفريد، حيث يحتضن في تكوينه صخورًا نارية كالجرانيت، وصخورًا متحولة كالنيس والشست. هذه الصخور تتسم بصلابتها الفائقة وقدرتها المذهلة على مقاومة مختلف عوامل التعرية.
وادي الخيطان: تحفة طبيعية
يُعتبر وادي الخيطان علامة فارقة في جبل أثرب، حيث ينحدر الوادي من سفوح الجبل، ليرسم لوحة فنية طبيعية ساحرة، تجمع بين المياه المتدفقة، والغابات الوارفة، والأحجار البيضاء المتلألئة.
الغطاء النباتي لجبل أثرب
يتكون الغطاء النباتي في جبل أثرب من تشكيلة متنوعة من الأشجار، مثل: العرعر، والطلح، والزيتون البري، إضافة إلى بعض الأعشاب. تساهم الأمطار الموسمية التي تهطل بانتظام على الجبل في إثراء المساحات الخضراء للمراعي، وتحفيز نمو النباتات العطرية الفواحة.
كنوز تاريخية في جبل أثرب
يحتضن جبل أثرب مواقع تاريخية ذات قيمة كبيرة، كالرويس ولوبة. كانت لوبة في الماضي البعيد تشتهر بزراعة البن الصالبي، الذي اشتهرت به جبال السراة. ولا تزال سفوح الجبل تحتضن مغارات طبيعية مزخرفة برسومات صخرية ملونة تعود إلى آلاف السنين، بما في ذلك كهف قميشة، مما يجعله موقعًا أثريًا حيًا يشهد على الحضارات المتعاقبة التي مرت بالمنطقة.
النمر العربي وجبل أثرب
يُعتبر جبل أثرب ملاذًا آمنًا لـ النمر العربي المهدد بالانقراض، بالإضافة إلى كونه موطنًا لأنواع نادرة أخرى من الحيوانات البرية، مما يضاعف من أهميته البيئية وقيمته كمحمية طبيعية.
وفي النهاية:
جبل أثرب ليس مجرد قمة شاهقة في سلسلة جبال السروات، بل هو كنز طبيعي وتاريخي يزخر بالتنوع الجيولوجي والنباتي والحيواني. بين صخوره العتيقة وغاباته الخضراء، يحكي جبل أثرب قصصًا عن حضارات غابرة وحياة برية فريدة. هل يمكننا الحفاظ على هذا الكنز للأجيال القادمة؟








