استراتيجية تطوير قطاع الأفلام في السعودية: رؤية متكاملة
في إطار سعيها لتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية على الخريطة السينمائية العالمية، أطلقت هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة السعودية استراتيجية تطوير قطاع الأفلام. هذه الخطة الطموحة، التي بدأت في 28 نوفمبر 2021م (23 ربيع الآخر 1443هـ)، تهدف إلى تحويل إنتاج الأفلام السعودي إلى صناعة تنافسية ومزدهرة، قادرة على خدمة القطاع وشركائه بكفاءة عالية.
مراحل إعداد الاستراتيجية
لم يكن إطلاق استراتيجية تطوير قطاع الأفلام وليد اللحظة، بل جاء بعد دراسة مستفيضة شملت مقارنة مرجعية مع 20 دولة رائدة في صناعة السينما. هذه الدراسة المعمقة ساهمت في تحديد تعريف دقيق لقطاع الأفلام، وتوضيح دور هيئة الأفلام واختصاصاتها، بالإضافة إلى وضع حجر الأساس للمشاريع والمبادرات الضرورية لتطوير القطاع.
أهداف طموحة نحو 2030
تضع هيئة الأفلام نصب أعينها تحقيق الأهداف الوطنية التي حددتها وزارة الثقافة بحلول عام 2030. وتشمل هذه الأهداف زيادة فرص العمل في المجال السينمائي، والمساهمة الفعالة في نمو الناتج المحلي الإجمالي. كما تهدف الاستراتيجية إلى تشجيع إنتاج الأفلام الطويلة، وتعزيز صناعة الأفلام من خلال تنظيم القطاع، ودعم صناع الأفلام والشركات لتطوير المحتوى وتسويقه على المستويين المحلي والدولي.
ركائز أساسية للاستراتيجية
تستند استراتيجية تطوير قطاع الأفلام في المملكة العربية السعودية إلى ست ركائز رئيسية، وهي:
- دعم إنتاج الأفلام محليًا.
- تعزيز الطلب على الأفلام السعودية في الأسواق المحلية والدولية.
- جذب الإنتاج العالمي إلى المملكة.
- إيجاد بيئة تنظيمية محفزة لتطوير القطاع.
- ضمان الوصول إلى المواهب السينمائية.
- توفير المرافق والخدمات اللازمة بتكلفة تنافسية.
مبادرات ومشاريع لتحقيق الرؤية
من خلال استراتيجية تطوير قطاع الأفلام، تسعى هيئة الأفلام إلى إحداث نقلة نوعية في صناعة الأفلام في المملكة. ويتحقق ذلك من خلال إطلاق 19 مبادرة تتبعها 46 مشروعًا، يتم تنفيذها على مراحل زمنية محددة. تهدف هذه المبادرات إلى استقطاب الموهوبين، وتنمية قدرات العاملين في النشاط السينمائي، وتجهيز البنية التحتية للإنتاج، بالإضافة إلى إقامة برامج وورش عمل للتدريب والتعليم.
كما تشمل تسهيل الخدمات عبر منصة إلكترونية، ومواكبة التوجهات الدولية في قطاع الأفلام، وتقنين إجراءات الرخص، وإنشاء شبكة استوديوهات للإنتاج الإقليمي، وتقديم برنامج حوافز للأفلام المحلية، وتشجيع الشراكات الإنتاجية. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يشمل أيضًا إنشاء أرشيف للإنتاج الوطني، وإقامة المعارض والفعاليات السينمائية، ودعم أنظمة الإنتاج والعرض، وتقديم الشراكات والعضويات.
مقاييس الأداء والنجاح
وضعت هيئة الأفلام سبعة مقاييس لتقييم مستوى التقدم والأداء في استراتيجية تطوير قطاع الأفلام. تشمل هذه المقاييس:
- إيرادات عروض المسلسلات والأفلام السعودية على المستويين المحلي والعالمي.
- عدد الأفلام المنتجة في السعودية.
- عدد الشاشات في دور السينما.
- عدد الطلاب المتخصصين في مجال الأفلام في الجامعات السعودية.
- مساحات التصوير داخل استوديوهات الإنتاج المحلية.
- معدل الرضا عن تيسير الأعمال في القطاع.
وفي النهايه :
تجسد استراتيجية تطوير قطاع الأفلام رؤية طموحة لتحويل صناعة الأفلام في المملكة العربية السعودية إلى قوة إبداعية واقتصادية مؤثرة. وبينما تتواصل الجهود لتحقيق هذه الأهداف، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تفاعل المجتمع السينمائي والمواهب المحلية مع هذه المبادرات، وما إذا كانت السينما السعودية ستنجح في تحقيق مكانة مرموقة على الساحة العالمية.
