عيد الفطر في السعودية: احتفالات تعكس الثقافة والتراث
احتفالات عيد الفطر في السعودية تمثل مناسبة سنوية تحتفي بها المملكة العربية السعودية في كافة مناطقها. هذه الاحتفالات تعكس أهمية العيد عند المسلمين، وتواكب فرحة السكان، وتُظهر ثقافة المجتمع السعودي الغنية خلال أيام العيد.
احتفالات عيد الفطر في الماضي
في الماضي، كانت الاستعدادات لعيد الفطر تبدأ قبل حلوله بعدة أيام. كانت العائلات تحرص على تجهيز ملابس جديدة لجميع أفرادها، خاصةً الأطفال، بالإضافة إلى توفير المشروبات، المأكولات، البخور، والعود. كانت ربات البيوت يقمن بتنظيف المنازل وتجهيز المساند والدلال والأباريق، بالإضافة إلى إعداد الجريش وتجهيز الأرز. كانت بعض المنازل تُزين في الليل بالسراج، وتضاء بالأتاريك الفضية.
طقوس ليلة العيد
في ليلة العيد، كانت الفتيات يزين أيديهن بنقوش الحناء، ويجهزن “الخريطة”، وهي جيب يشبه الحقيبة القماشية، لحفظ العيدية التي يحصلن عليها أثناء “الحوامة”. “الحوامة” موروث قديم حيث يطوف الأطفال في الأيام الأخيرة من شهر رمضان على بيوت الجيران لجمع العيدية، التي كانت تتكون من القريض (نوع من الحمص)، الحلاوة الطحينية، حلاوة العسل، أو القمح المحمص، أو بعض النقود. وكان الأطفال ينشدون بصوت عالٍ وجماعي: “أبي عيدي، عادت عليكم في حال زينة، أو عطونا عيدي عادت عليكم.. جعل الفقر ما يدخل عليكم”، فيخرج أهل المنزل حاملين سلة من خوص النخيل لتوزيع العيدية على الأطفال. كان الأطفال ينفقون عيدياتهم على الألعاب، خاصةً مراجيح العيد، وشراء الألعاب والحلويات.
مظاهر الفرح والاحتفاء
بعد صلاة العيد، يجتمع الرجال والأطفال في ساحة الحارة، ويفرشون الأرض بالزوالي والخوص. تحضر كل أسرة وجبة من طبخ البيت، وتختلف الأطباق من منطقة إلى أخرى، وعادةً ما تكون من الأطباق التقليدية الشهيرة في تلك المنطقة. تبدأ مراسم الاحتفال البسيطة بالسلام والمعايدة وتقديم الهدايا للأطفال. يتناول الجميع وجبة العيد من مختلف الأطباق، وقد يشاركهم كل من يمر في الشارع، من عابري السبيل والمقيمين. كان اليوم الأول مخصصًا للأهل، واليومان الثاني والثالث لزيارة الأقارب والجيران، مع الحرص على زيارة كبار السن أولًا، ثم المرضى، وبعدها بقية الجيران، حيث تقدم القهوة العربية والمأكولات الشعبية.
أناقة العيد وحلوياته
في يوم العيد، كانت النساء يرتدين الفساتين الجديدة والذهب والقلائد والساعات، وكان تصفيف الشعر يتم على أيدي نساء العائلة، لعدم وجود صالونات تجميل في ذلك الوقت. تجتمع النساء في أحد منازل الحارة، وتحضر كل منهن عيديتها، ثم يبدأن جولة معايدة الجيران، مع تبادل صحون الطعام بين الجيران.
وتسجل الحلويات حضورًا بارزًا خلال أيام عيد الفطر، سواءً ما يُعد في المنازل أو ما يُشترى من محال الحلويات، مثل: الغريبة، المعمول، الهريسة، الحلاوة الطحينية، الحلاوة اللبنية، حلاوة اللدو، حلاوة طبطاب الجنة، البسبوسة، الدبيازة، هريسة اللوز، اللوزية، الحلقوم، المقلية الحجازية، وبيض الكوكو، وغيرها.
تقام في الساحات العامة احتفالات شعبية ابتهاجًا بالعيد، بمشاركة فرق شعبية تقدم على مدار أيام العيد الأهازيج والقصائد الشعرية وتؤدي الفنون الشعبية.
فعاليات احتفال عيد الفطر
تتنوع الاحتفالات بعيد الفطر من منطقة إلى أخرى، وحسب الجهة المنظمة للاحتفال، ومن هذه الفعاليات: الألعاب النارية، العروض المسرحية، الحفلات الغنائية، المسرحيات الغنائية الاستعراضية، العروض الموسيقية الحية لعازفي العود والكمان، عروض الفرق الاستعراضية، الفنانين الكوميديين، ومسيرات العيد، إضافة إلى السُفرة السعودية، والأسواق الشعبية.
أنشطة ترفيهية متنوعة
تشهد الحدائق والمتنزهات العامة والساحات البلدية والشواطئ فعاليات احتفالية بالعيد، تتضمن أنشطة احتفالية وتراثية ورياضية ومسرحية، وعروض الخيام الشعبية، وعروض التحدي والإثارة للشباب، وكذلك ألوان من العروض الفلكلورية الشعبية، وبرامج للأسرة والطفل، ومسابقات ثقافية يرافقها سحب على جوائز، إضافة إلى ألعاب وفقرات ترفيهية، وتوزيع حلوى العيد على الحضور، ولوحات تراثية وإنشادية، وأمسيات شعرية، وفقرات فكاهية، ونوافير نارية، والعرضة السعودية، وبرامج اجتماعية وفكاهية وتراثية، ومسيرات وطنية، وعروض منوعة.
عروض فنية وأنشطة شعبية
تتضمن الاحتفالات أيضًا عرض أوبريتات إنشادية، وفنونًا شعبية، مثل: الخبيتي، الينبعاوي، السامري، والمزمار، إضافة إلى المسابقات، وعروض النار، وألعاب الخفّة، وألعاب الواقع الافتراضي للكبار والصغار، إضافة إلى العروض الصوتية المتزامنة مع النوافير الراقصة.
فعاليات وألعاب متنوعة
تشمل فعاليات احتفال عيد الفطر عروض الأكروبات الصينية، والغطس بالنار، والسيارات والدراجات النارية والهوائية، والرسم على الوجه، والتزلج على العجلات، وألعاب الأطفال، والملابس الكرتونية، وعرض البنانشي، وعرض الترمبلين، والطيران الشراعي، وعرض الأفاعي، ومسابقات مهارية، ومسرح الطفل، وأيضًا القصائد الشعرية والروايات، وألعاب سعودي تلي ماتش، وهي أنشطة رياضية وترفيهية متنوعة، وعروض تراثية، وألعاب مائية، ومسابقات رياضية، وعروض الحيوانات المدربة، وألعاب مهارية فردية، مثل المشي على الحبل، والتوازن على الدراجة والكرة.
فعاليات إضافية
من بين الفعاليات الاحتفالية بعيد الفطر العروض الفنية، والأنشطة التفاعلية، وأركان التصوير، إضافةً إلى عربات الأطعمة والمشروبات، والمسارح التفاعلية، والألعاب الكرنفالية، والألعاب الهوائية، وفرق الدمى، وجلسات السمر، ومراسم الأطفال، إضافة إلى أركان الأسر المنتجة، وكذلك العروض العالمية، وأركان المأكولات، وأركان ألعاب التحديات، وأركان التصوير، وأركان القهوة السعودية، والقهوة العالمية.
الجهات المنظمة لاحتفالات عيد الفطر
على الرغم من أن احتفالات عيد الفطر مناسبة اجتماعية، إلا أن جهات حكومية عدة تسهم في تنظيم وإقامة هذه الاحتفالات في مختلف مناطق السعودية، ومن هذه الجهات: الهيئة العامة للترفيه، وزارة البلديات والإسكان ممثلة في الأمانات والبلديات، وزارة الثقافة، وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ممثلة في مراكز التنمية الاجتماعية في المناطق والمحافظات، حي السفارات في العاصمة الرياض، المتحف الوطني السعودي، وإدارات السجون في المناطق إذ تقيم احتفالات للنزلاء والنزيلات، كما تنظم المستشفيات حفلات معايدة للمرضى المنومين على أسرتهم البيضاء.
وفي النهايه :
تعكس احتفالات عيد الفطر في السعودية مزيجًا فريدًا من التقاليد العريقة والفعاليات الحديثة، ما يجعل العيد مناسبة مميزة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. هذه الاحتفالات لا تقتصر على كونها مجرد مظاهر فرح، بل هي تعبير عن الهوية الثقافية السعودية، وتعزيز للتواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع. فهل ستستمر هذه الاحتفالات في التطور والازدهار، مع الحفاظ على جوهرها الثقافي والاجتماعي؟







