التعليم العالي في السعودية: صروح أكاديمية بمعايير عالمية
“مازال المرء عالماً ما دام في طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد بدأ جهله”، هذه الحكمة تعكس أهمية التعليم المستمر. تزخر المنطقة العربية بالعديد من الجامعات التي تتبنى معايير عالمية في نظمها التعليمية والأكاديمية. وتبرز المملكة العربية السعودية كإحدى الدول الرائدة في هذا المجال، بفضل جامعاتها المتميزة ونظامها التعليمي المتطور. يأتي هذا التطور تجسيداً لرؤية 2030، التي تهدف إلى تحقيق التقدم والازدهار في مختلف المجالات. تسعى المملكة باستمرار إلى تبوّء مكانة متقدمة في شتى الأصعدة، إيماناً بأهمية العلم والمعرفة، وكما قال الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الجامعة هي منارة للسلام والأمل والوفاق. في هذا المقال، سنستعرض أبرز جامعات السعودية المعترف بها دولياً، مع نبذة عن كل منها.
جامعات السعودية المعترف بها دولياً
كلمة “جامعة” مشتقة من الاجتماع والتوحد نحو هدف سامٍ: التعلم في شتى الميادين. فيما يلي قائمة بأمثلة لبعض الجامعات السعودية التي حازت على اعتراف دولي، مع إلقاء الضوء على نبذة تعريفية بكل جامعة:
جامعة الملك سعود
جامعة الملك سعود، التي تحتل موقعاً متميزاً في مدينة الرياض، افتتحت عام 1957م، وهي ثاني أكبر جامعة في العالم من حيث المساحة. في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، تم تغيير اسمها إلى جامعة الرياض، قبل أن يعاد تسميتها إلى جامعة الملك سعود في عهد الملك خالد بن عبد العزيز. تولي حكومة المملكة العربية السعودية اهتماماً بالغاً بالجامعة، حيث تخصص لها ما يعادل 1% من ميزانية الدولة سنوياً. وتعتبر جامعة الملك سعود من الجامعات المعتمدة في المملكة.
جامعة الملك عبدالعزيز
بدأت جامعة الملك عبدالعزيز كجامعة خاصة في مدينة جدة، ثم قام الملك فيصل بن عبد العزيز بتحويلها إلى جامعة حكومية مجانية، لتشمل الطلاب السعوديين وأبناء المواطنات السعوديات المتزوجات من أجانب، بالإضافة إلى المبعوثين من دول الخليج. تُعد الجامعة رابع أكبر جامعة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يزيد عدد طلابها عن 36 ألف طالب وطالبة.
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
تُعتبر جامعة الملك فهد للبترول والمعادن صرحاً رائداً في مجال العلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية، وهي من الجامعات الحكومية وتقع في مدينة الظهران. تأسست عام 1963م، وتُعد من أوائل الجامعات في السعودية. تتميز الجامعة باعتراف دولي واسع لبرامجها الأكاديمية، ويحظى خريجوها بمستوى عالٍ من التأهيل العلمي، بفضل الإشراف المباشر من قبل خبراء متخصصين في مختلف المجالات.
جامعة أم القرى
تأسست جامعة أم القرى عام 1955م، وهي تمنح الشهادات الجامعية في مختلف الدرجات العلمية: البكالوريوس، الدبلوم العالي، الماجستير، والدكتوراه. تشمل التخصصات التي تقدمها الجامعة: علوم الشريعة، اللغة العربية والتربية، العلوم الاجتماعية والتطبيقية، الطب، والهندسة.
تعتبر جامعة أم القرى جامعة حكومية سعودية، وهي أول مؤسسة تعليمية أنشئت في المملكة العربية السعودية. تأسست في عام 1369 هـ بأمر من الملك عبدالعزيز، وكانت تحمل اسم كلية الشريعة في مكة المكرمة، ثم تطورت لتصبح النواة الأساسية لجامعة أم القرى.
تتوزع مباني جامعة أم القرى الرئيسية في ثلاثة مواقع بمكة المكرمة:
- العزيزية: يضم مباني الإدارة العامة، العمادات المساندة، بعض الكليات، معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، كلية خدمة المجتمع، ومعهد البحوث العلمية.
- الزاهر: يضم عمادة الدراسات الجامعية للطالبات، مباني الكليات، والمرافق التابعة للجامعة.
- العابدية: يضم المدينة الجامعية الجديدة التي وضع حجر الأساس لها الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله.
جامعة حائل
لا تقتصر أهداف جامعة حائل على إعداد خريجين مؤهلين لسوق العمل، بل تسعى أيضاً إلى إنتاج بحوث علمية تخدم المجتمع، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة. تضم الجامعة 14 كلية دراسية، بالإضافة إلى السنة التحضيرية التي يتم خلالها تجهيز الطلاب للمسارات الجامعية المختلفة وتطوير مهاراتهم في اللغة الإنجليزية، وهي من الجامعات المعتمدة في السعودية. تأسست الجامعة بمرسوم ملكي سامي عام 2005م، وتعتمد اللغة الإنجليزية في التدريس لجميع التخصصات باستثناء الدراسات الإسلامية والعربية. تتيح جامعة حائل لطلاب الدبلوم فرصة إكمال مسيرتهم التعليمية والحصول على درجة البكالوريوس من خلال برنامج التعليم الموازي للتجسير.
جامعة الباحة
تعمل جامعة الباحة باستمرار على تطوير برامجها وإمكانياتها، وذلك لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب والطالبات، خاصة في برامج الماجستير، التجسير، والانتساب. تضم الجامعة حالياً 16 كلية، بالإضافة إلى كليات في محافظات أخرى: كلية العلوم والآداب بالمخواة، كلية العلوم والآداب بالمندق، كلية العلوم والآداب بقلوة، وكلية العلوم والآداب ببلجرشي. تواصل الجامعة مسيرتها في العطاء العلمي والأكاديمي المتميز لتحقيق رسالتها ورؤيتها السامية.
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية
تُعتبر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) الجامعة الأولى تقنياً في المملكة العربية السعودية، وهي جامعة للأبحاث والدراسات العليا بمعايير عالمية (تمنح درجة الماجستير والدكتوراه). تقع الجامعة في منطقة ثول بجدة، وتسعى إلى إنشاء نظام علمي متكامل يجمع بين التعليم التقني والبحثي، ضمن بيئة محفزة وملهمة للعقول، بهدف تحقيق اكتشافات وحلول للتحديات التي تواجه العالم. تضم الجامعة عدداً من الأقسام في مختلف العلوم والتخصصات، مثل: قسم العلوم والهندسة الفيزيائية، قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية، وقسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية.
“نأمل أن تكون جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، منارة من منارات المعرفة، وجسراً للتواصل بين الحضارات والشعوب، وأن تؤدي رسالتها الإنسانية السامية” – خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
جامعة جازان
تسعى جامعة جازان إلى تحقيق التميز الأكاديمي وإعداد الخريجين ليصبحوا قادة على الصعيدين الوطني والإقليمي. تأسست الجامعة بأمر ملكي سامي عام 2005، لتصبح واحدة من أفضل الجامعات المعتمدة في السعودية. تضم جامعة جازان 23 كلية، 21 منها تمنح درجة البكالوريوس، وكلية واحدة تمنح درجة الدبلوم. تشمل التخصصات المتوفرة في الكليات: الطب، الهندسة، الحاسب الآلي ونظم المعلومات، العلوم الطبية التطبيقية، العلوم، الصيدلة، الآداب والعلوم الإنسانية، والتصاميم والعمارة. تقع الجامعة في شارع المعرفة بمنطقة جازان.
ترتيب جامعات السعودية على مستوى المملكة
فيما يلي قائمة بترتيب جامعات السعودية على مستوى المملكة:
- جامعة الملك سعود
- جامعة الملك عبد العزيز
- جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
- جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية
- جامعة أم القرى
- جامعة الملك خالد
- جامعة الإمام محمد بن سعود
- جامعة طيبة
- جامعة الملك فيصل
- الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
وتذكر دائماً: “لا حسب كالتواضع، ولا شرف كالعلم!” بهذا نكون قد قدمنا لكم قائمة عن جامعات السعودية وترتيبها عربياً وعالمياً.
وفي النهاية:
قدمنا لكم عرضاً شاملاً لأبرز الجامعات السعودية المعترف بها دولياً، مع نبذة عن تاريخها وأهميتها وموقعها. هذه المؤسسات التعليمية تمثل منارات للعلم والمعرفة، وتسهم في بناء مستقبل مشرق للمملكة. فهل ستستمر هذه الجامعات في التطور والازدهار، وهل ستتمكن من تحقيق رؤية 2030 الطموحة؟










