مشروع أمالا السياحي: وجهة فاخرة على ساحل البحر الأحمر
أمالا، هذا المشروع السياحي الطموح، يمثل رؤية جديدة للفخامة والاستجمام في قلب المملكة العربية السعودية. أُعلن عن إطلاقه في 26 سبتمبر 2018 من قبل صندوق الاستثمارات العامة، ويقع في منطقة تبوك على امتداد ساحل البحر الأحمر، داخل حدود محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية في شمال غرب المملكة. من المتوقع أن يكتمل هذا المشروع بحلول عام 2027، وهو جزء من سلسلة مشاريع سعودية تهدف إلى تقديم مفهوم مبتكر للسياحة الفاخرة، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، مع التركيز على الصحة، النقاهة، والعلاج.
وصف مشروع أمالا
يُطلق على مشروع أمالا لقب “ريفيرا الشرق الأوسط” لما يجمعه مع الريفيرا الفرنسية من تشابه في المناخ المعتدل المطل على البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى الهدوء الذي يميّز المنطقة وطبيعتها الجبلية، ومواقعها البحرية البكر على امتداد البحر الأحمر.
مناخ مثالي للسياحة
تم اختيار موقع هذا المشروع بعناية ليكون وجهة سياحية مثالية، حيث يتمتع بدرجات حرارة معتدلة على مدار العام، حتى في فصل الصيف الذي يبلغ متوسط درجة الحرارة فيه 31 درجة مئوية. كما تشهد المنطقة هطول الأمطار لمدة 8 أشهر في السنة، مما يجعل مناخها آمنًا ومعتدلًا.
الحياة الفطرية في مشروع أمالا
يتميز ساحل البحر الأحمر، الذي يحتضن مشروع أمالا، بتنوع بيولوجي فريد، حيث تشكل الشعاب المرجانية جزءًا هامًا من هذا التنوع. تمثل هذه الشعاب حوالي 6.2% من إجمالي الشعاب المرجانية في العالم. يحتضن المشروع أكثر من 144 نوعًا من الشعاب المرجانية، وتعمل أمالا على تنفيذ مبادرات وأبحاث لحماية الثروات البحرية، بهدف الحفاظ على محيطات العالم وحماية الكائنات الحية النادرة والمميزة.
التمويل والاستثمار
تعهد صندوق الاستثمارات العامة بتوفير التمويل الأولي للمشروع وتطويره ليصبح وجهة سياحية عالمية متميزة، مع إتاحة الفرصة للمستثمرين والمشغلين من القطاع الخاص للمشاركة في تطوير وتشغيل المرافق المختلفة للمشروع.
مساحة مشروع أمالا
يمتد مشروع أمالا على مساحة 3,800 كيلومتر مربع، ويوفر خيارات وصول متعددة، بما في ذلك مطار دولي مخصص، ومن المتوقع أن يستقطب حوالي مليون زائر سنويًا من جميع أنحاء العالم. يهدف المسؤولون عن المشروع إلى استقبال معظم السياح عبر هذا المطار، الذي تم تصميمه ليجسد جمال الصحراء والمنطقة.
رؤية السعودية 2030
يُعد المشروع محركًا رئيسيًا لدفع عجلة التنويع الاقتصادي، وخلق فرص استثمارية للقطاع الخاص المحلي، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر للمساهمة في تطوير قطاع السياحة في المملكة، والحفاظ على الموروث الثقافي والبيئي، وتحقيق الاستدامة بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.
الدور الاقتصادي لمشروع أمالا
من المتوقع أن يكون مشروع أمالا أحد المشاريع السعودية الثلاثة العملاقة التي يجري تطويرها في شمال غرب المملكة، والتي ستجذب استثمارات عالمية ضخمة إلى السعودية. سيعمل المشروع أيضًا على تطوير منظومة جديدة للسياحة الداخلية في المملكة، وتعزيز دورها في دعم التنويع الاقتصادي وتوفير فرص عمل عالية القيمة، حيث من المتوقع أن يوفر حوالي 22,000 فرصة عمل دائمة.
مرافق عالمية المستوى
سيوفر مشروع أمالا أول مجتمع متكامل فائق الفخامة في العالم يركز على الصحة، النقاهة، والعلاج، والرياضة. سيضم المشروع منتجعًا صحيًا متكاملًا ومرافق صحية متقدمة وعلاجات مصممة للاستفادة من الموارد المحلية. كما سيتبنى مفهوم رحلات الغوص الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى توفير مميزات سياحية لهواة المغامرات.
وجهة للغوص والاستكشاف
يهدف القائمون على المشروع، نظرًا لموقع أمالا الجغرافي وطبيعته، إلى جعله من أفضل مناطق الغوص في العالم، خاصة مع الإمكانات التي سيوفرها لاستكشاف الحياة البحرية. سيوفر المشروع أيضًا مرافق رياضية متكاملة لأنشطة اللياقة البدنية، ومرسى مخصص لليخوت والقوارب الصغيرة الفاخرة على ساحل البحر الأحمر، ومتحفًا بحريًا.
مرافق مشروع أمالا
سيضم مشروع أمالا قرية مخصصة للفن المعاصر، والتي ستوفر تجارب متميزة للفنانين المقيمين والضيوف والأكاديميين المتخصصين في الفنون، مما سيسهم في تعزيز نمو وتطور الفنانين السعوديين، واستضافة مجموعة واسعة من الفعاليات الفنية والثقافية. سيوفر المشروع مساحات متعددة الاستخدامات للاجتماعات والعروض الفنية والثقافية، بما في ذلك المسارح، قاعات الموسيقى، المتاحف، والمعارض الفنية.
خيارات إقامة متنوعة
سيوفر المشروع مجموعة واسعة من خيارات الإقامة للسياح، من الإقامة السياحية إلى الفاخرة، حيث يهدف القائمون على أمالا إلى استقطاب جميع الأذواق والمتطلبات من خلال إنشاء فنادق ووحدات سكنية بتصاميم هندسية حديثة تنسجم مع طبيعة المنطقة وطابع المشروع، مع إتاحة الفرصة للسياح للتملك والاستثمار في الفلل والشقق السكنية. أُعلن عن أن المشروع سيتضمن حوالي 3,000 غرفة وجناح فندقي و900 فيلا سكنية، وسيتم تطوير برنامج مخصص للمطاعم والمقاهي ومتاجر البيع بالتجزئة.
وفي النهايه :
يمثل مشروع أمالا نقلة نوعية في مفهوم السياحة الفاخرة، ليس فقط في المملكة العربية السعودية بل على مستوى العالم. بفضل موقعه الاستراتيجي، وبيئته الطبيعية الخلابة، ومرافقه المتطورة، يَعِد المشروع بتجربة استثنائية للزوار والمستثمرين على حد سواء. فهل سيتمكن مشروع أمالا من تحقيق رؤيته الطموحة ليصبح وجهة عالمية رائدة في مجال السياحة الصحية والفاخرة؟