يمام النخيل: قصة نجاح طائر في ربوع المملكة العربية السعودية
يمام النخيل (Spilopelia senegalensis)، طائر شائع ومقيم في معظم أنحاء المملكة العربية السعودية. شهدت أعداده ازديادًا ملحوظًا منذ سبعينيات القرن الماضي، وذلك بفضل التوسع في الأراضي الزراعية وتوفر موارد المياه. يتواجد هذا الطائر بكثرة في المناطق الحضرية في مختلف المدن والمحافظات، ويُقدر عدد الأزواج المتكاثرة سنويًا في المملكة بحوالي 800 ألف زوج. يُعرف يمام النخيل أيضًا باسم “دبسي”.
الحياة الفطرية ليمام النخيل
يستوطن يمام النخيل المناطق التي تكثر فيها الأشجار والشجيرات، وحتى المناطق القاحلة والمناطق الحضرية كالحدائق والمتنزهات ومزارع النخيل. يتميز بحجمه الصغير، حيث يبلغ طوله 27 سم ويتراوح وزنه بين 71 و92 جرامًا. يعتبر من الطيور غير المهددة بالانقراض على المستويين العالمي والإقليمي، وتشهد أعداده نموًا مستمرًا في المنطقة.
يتكون غذاء يمام النخيل بشكل أساسي من البذور الصغيرة، بالإضافة إلى بعض أنواع الفاكهة والحشرات التي يلتقطها من الأرض بالقرب من الشجيرات. ينشط خلال النهار، ويعيش إما بمفرده أو في أسراب صغيرة تتكون من 3 إلى 4 طيور. يمكن مشاهدة أعداد كبيرة منه تصل إلى المئات بالقرب من مصادر المياه.
نظام التكاثر عند يمام النخيل
يعتمد يمام النخيل نظام التزاوج الأحادي، حيث يرتبط الذكر والأنثى بعلاقة طويلة الأمد ويتشاركان في رعاية الصغار. تقوم الأنثى ببناء العش باستخدام المواد التي يجلبها الذكر، ويتعاون الزوجان في حضانة البيض وإطعام الفراخ بعد الفقس.
بناء العش ورعاية الصغار
يُبنى العش من الأغصان والجذور الصغيرة، ويُبطن بالأعشاب وسوق النباتات. عادةً ما يُبنى العش على ارتفاع يتراوح بين 2 و4 أمتار فوق سطح الأرض، على شجرة أو شجيرة، وقد يُبنى على ارتفاع يصل إلى 12 مترًا فوق سطح المباني. في الغالب، تُستخدم بعض الأعشاش مرة أخرى في حضنات جديدة.
تحتضن أنثى يمام النخيل بيضتين، وتستغرق مدة الحضانة من 12 إلى 14 يومًا. تغادر الصغار العش بعد حوالي 10 أيام لتستقر على الفروع القريبة، ثم تطير عندما تبلغ من العمر ما بين 14 و16 يومًا. عادةً ما تكون الحضنة مزدوجة أو ثلاثية.
وفي النهايه :
يمام النخيل يمثل قصة نجاح في التكيف والازدهار بالمملكة العربية السعودية، مما يعكس قدرة هذا الطائر على الاستفادة من التغيرات البيئية والتوسع الزراعي. هل يمكن اعتبار هذا التوسع المستمر في أعداده مؤشرًا على استقرار النظم البيئية المحلية، أم أنه يحمل تحديات مستقبلية؟











