إنتاج الأمونيا الزرقاء في السعودية: رؤية استشرافية
في سياق التحول العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة، تبرز المملكة العربية السعودية كلاعب محوري، حيث خطت خطوات رائدة في إنتاج الأمونيا الزرقاء. ففي سبتمبر من العام 2020، الموافق صفر 1442هـ، شهد العالم إنجازًا سعوديًا يابانيًا مشتركًا، تمثل في إنتاج وتصدير أول شحنة من الأمونيا الزرقاء إلى اليابان. هذا الإنجاز، الذي تم بتعاون بين أرامكو السعودية، ومعهد اقتصاديات الطاقة في اليابان، وبشراكة مع سابك، يمثل علامة فارقة في مسيرة الاستدامة، حيث احتوت الشحنة على 40 طنًا من الأمونيا الزرقاء عالية الجودة، والمعدة خصيصًا لاستخدامها في توليد الكهرباء بطريقة تحد من الانبعاثات الكربونية.
دور ريادي لأرامكو السعودية
تتبوأ أرامكو السعودية مكانة رائدة في مجال استخدام الأمونيا الزرقاء، هذا المركب الواعد الذي يتكون من الهيدروجين والنيتروجين. وتنظر أرامكو إلى الأمونيا الزرقاء باعتبارها حلاً فعالاً لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، وذلك بطريقة موثوقة ومستدامة، بالإضافة إلى كونها اقتصادية وميسرة التكلفة.
تجربة رائدة نحو اقتصاد تدوير الكربون
تُعد تجربة أرامكو السعودية الأولى من نوعها عالميًا في سلسلة إمداد الأمونيا الزرقاء إنجازًا بالغ الأهمية. فهي تمثل حجر الزاوية في مساعي الشركة لتحقيق اقتصاد يعتمد على تدوير الكربون، وهو مفهوم يهدف إلى تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية والتحول نحو مصادر أكثر استدامة.
وفي النهايه :
إن إنتاج وتصدير الأمونيا الزرقاء من قبل المملكة العربية السعودية ليس مجرد إنجاز تقني، بل هو رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة في سوق الطاقة العالمي، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. فهل ستتمكن السعودية من الحفاظ على هذا الزخم وتوسيع نطاق إنتاجها من الأمونيا الزرقاء لتلبية الطلب العالمي المتزايد؟ وهل ستشهد السنوات القادمة تحولًا جذريًا في استخدامات الأمونيا الزرقاء في مختلف القطاعات؟










