مهرجان الدوخلة الوطني: احتفاء بتراث تاروت في المنطقة الشرقية
مهرجان الدوخلة الوطني، فعالية شعبية مميزة، تجمع بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر، لتشكل بذلك واجهة بارزة لاستعراض تاريخ وحضارة المنطقة الشرقية، ومقصداً سياحياً وتراثياً يستقطب الزوار من مختلف أنحاء المملكة وخارجها.
ما هو مهرجان الدوخلة الوطني؟
هو احتفال تراثي واجتماعي وثقافي فريد، تنظمه لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس على شاطئ تاروت في محافظة القطيف. يقام هذا الحدث خلال أيام عيد الأضحى المبارك، مجسداً بذلك الطقوس الشعبية الأصيلة ومعبراً عن الانتماء والاعتزاز بالموروث الثقافي الثري.
أصل الفكرة
تستلهم فكرة المهرجان جذورها من التراث الخليجي العربي، حيث يحيي الأطفال هذه العادة في عيد الأضحى عن طريق رمي الدوخلات في مياه الخليج العربي. والدوخلة هي عبارة عن إناء صغير مصنوع من خوص سعف النخيل، يستخدم في زراعة النباتات مثل القمح والشعير.
الأهزوجة التراثية
يرافق رمي الدوخلات في البحر أهزوجة تراثية يعبر الأطفال من خلالها عن أمانيهم بالسلامة للحجاج، وخاصةً أقاربهم الذين يؤدون فريضة الحج في مكة المكرمة. تبدأ الأهزوجة بهذا المقطع: “دوخلتي حجي بي، ليمن يجي حبيبي، حبيبي راح مكة، ومكة المعمورة، فيها السلاسل والذهب والنورة”.
ما هي أهداف مهرجان الدوخلة الوطني؟
يهدف المهرجان إلى إحياء العادات الشعبية للأطفال بصنع دوخلاتهم.
يحمل مهرجان الدوخلة أهدافاً سامية وتوعوية عديدة، من أبرزها:
- الاحتفال الجماعي بعيد الأضحى في إطار منظم ومتكامل، لخلق تجربة اجتماعية متماسكة بين أفراد المجتمع.
- إحياء الطقوس الشعبية للأطفال، حيث يقومون بصنع دوخلاتهم وإلقائها في البحر، مع ترديد الأهازيج التي تعبر عن الأمل في سلامة وعودة الحجاج.
- تعزيز التراث الثقافي والهوية الوطنية من خلال فعاليات تعكس التراث العربي السعودي والعمق الشعبي.
- التوعية والتنمية البشرية من خلال برامج ثقافية، تعليمية، صحية، بيئية، ومهنية تقام ضمن فعاليات المهرجان.
- دعم المواهب المحلية والأسر المنتجة من خلال معارض مخصصة، وإتاحة الفرص لعرض المنتجات المحلية والحرف اليدوية، وتشجيع العمل التطوعي، وتحفيز المواهب الفنية والمهنية.
فعاليات مهرجان الدوخلة الوطني
تتنوع فعاليات مهرجان الدوخلة بين القرية التراثية، الأنشطة الثقافية والفنية، والأنشطة المخصصة للأسرة والأطفال.
القرية التراثية
تُبنى القرية التراثية خصيصاً للمهرجان وتستمر طوال أيام العيد، ثم يتم تفكيكها. تضم القرية تصميماً تراثياً يمثل مجلس النوخذة، وأركاناً للحرف اليدوية، وعروضاً للفنون الشعبية، بالإضافة إلى أجنحة لمعرض الأسر المنتجة التي تعرض الصناعات الحرفية والمنتجات المحلية والأطعمة الشعبية، لتسليط الضوء على هوية المجتمع.
أنشطة مخصصة للأسرة والأطفال
تم تخصيص خيمة تعليمية للأطفال لضمان تجربة عائلية ممتعة ومفيدة، تشمل أنشطة تثقيفية حول قواعد السلامة، القيادة الآمنة، واختبارات رمزية لرخصة القيادة، بالإضافة إلى مسابقات تفاعلية وترفيهية تضفي أجواء من المرح بأمان وإثارة.
أنشطة ثقافية وعلمية وفنية
تقام العديد من الفعاليات التثقيفية ضمن فعاليات المهرجان من خلال الندوات والمحاضرات حول التراث والثقافة والهوية الوطنية، إلى جانب الأمسيات الشعرية والمسرحيات المحلية، والعروض الفلكلورية والبهلوانية التي تعكس الإبداع الشعبي.
عرض التقنيات الزراعية الحديثة
يتم عرض أساليب الزراعة المائية والزراعة الرأسية في ركن مبتكر بالمهرجان، بهدف زيادة الوعي بالاستدامة.
إعلام وحضور مهرجان الدوخلة الوطني
استقبل المهرجان حوالي 93 ألف زائر خلال أيامه، مما يعكس الإقبال الكبير عليه. كما تجاوز عدد المتطوعين 1120 متطوعاً، مما يظهر قوة العمل التطوعي وأثره الفعال. تم توثيق فعاليات المهرجان من خلال الصور والفيديوهات، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية التي تقدمه كمثال للتنظيم المدني الفعال والعمل التطوعي.
دور لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس في نجاح المهرجان
تعتبر لجنة التنمية الاجتماعية الجهة الرئيسية المنظمة للمهرجان، حيث تقود التنسيق والتخطيط بين الجهات الحكومية والخيرية والإعلامية. تشجع اللجنة على المشاركة المجتمعية من خلال العمل التطوعي، وتدريب المتطوعين من خلال ورش عمل وبرامج منظمة، كما تعمل على تطوير المهرجان سنوياً من حيث التنوع والمساحة والفعاليات والأركان.
يمثل مهرجان الدوخلة الوطني مشروعاً ثقافياً واجتماعياً يجسد الهوية السعودية، ويعكس تواصل الأجيال مع تراثها، ويدعم الحرف اليدوية، وينشر الوعي الثقافي، ويعزز روح الانتماء للمجتمع المحلي. لا تفوت فرصة زيارة المهرجان والاستمتاع بالمعرفة والمرح فيه!
وإذا كنت من المهتمين بحضور المهرجانات والفعاليات، يمكنك الاطلاع على فعاليات مهرجان صيف عنيزة من خلال زيارة مدونة بيوت السعودية التي تقدم لك كل جديد.
وفي النهاية:
مهرجان الدوخلة الوطني في جزيرة تاروت بالمنطقة الشرقية يمثل رمزاً للتراث السعودي العريق، حيث يجمع بين الماضي والحاضر من خلال فعاليات متنوعة وأنشطة تثقيفية تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية ودعم المجتمع المحلي. فهل يمكن لمثل هذه المبادرات أن تلهم المزيد من الفعاليات المماثلة في مناطق أخرى من المملكة للحفاظ على تراثنا العريق؟










