مصفاة ينبع: ركيزة صناعية على ضفاف البحر الأحمر
مصفاة ينبع، شامخة على ساحل البحر الأحمر في منطقة المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، تُعد صرحًا صناعيًا حيويًا. منذ اكتمال بنائها في عام 1983، أصبحت المصفاة مركزًا رئيسيًا لتكرير النفط، حيث تبلغ طاقتها التكريرية الإجمالية 240 ألف برميل يوميًا.
منتجات مصفاة ينبع المتنوعة
تتميز المصفاة بتوفر المرافق الأساسية اللازمة لتشغيلها بكفاءة، وتضم أربعة أرصفة مخصصة لتحميل مختلف أنواع الوقود. تشمل هذه المنتجات زيت الوقود، الديزل البحري، زيت الديزل الخاص بالسيارات، البنزين العادي والممتاز، وقود الطائرات، الكيروسين، النفتا، وغاز البترول المسال المكرر، مما يلبي احتياجات السوق المتنوعة.
تاريخ من التطور والابتكار
بدأت مصفاة ينبع كجزء من مشاريع بترومين، وهي اليوم تنتج مجموعة واسعة من المنتجات البترولية. تعتبر المصفاة من نوع “الكشط الهيدروجيني”، وهي أكثر تطورًا من مصافي قطف النفط الخام، حيث يوجه معظم إنتاجها لتلبية الطلب المحلي المتزايد.
مرافق متطورة لحماية البيئة
تضم مصفاة ينبع مرافق متقدمة لاستخلاص الكبريت، تعتبر من بين الأكبر عالميًا، بقدرة استيعابية تصل إلى 95 ألف برميل يوميًا، مع استخلاص 99% من الكبريت. بالإضافة إلى ذلك، تلتزم المصفاة بخفض انبعاثات الملوثات من خلال محطة رصد جوي تراقب جودة الهواء المحيط وتضمن التزام المنشآت بالمعايير البيئية.
مبادرات لتقليل الانبعاثات
تولي مصفاة ينبع اهتمامًا بالغًا بالحد من الانبعاثات الهيدروكربونية، حيث تستخدم موانع التسرب المزدوجة في 29 خزانًا لتقليل الانبعاثات الجوية، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع أخرى تهدف إلى حماية البيئة.
مبادرة “صنع في مصفاة ينبع”
في عام 2016، أطلقت إدارة مصفاة ينبع مبادرة “صنع في مصفاة ينبع”، تماشيًا مع برنامج أرامكو السعودية للتميُّز التشغيلي. تركز المبادرة على تقييم إمكانية تنفيذ الأعمال المطلوبة بالاعتماد على الموارد والكفاءات الذاتية للمصفاة، بدلًا من التعاقد مع مقاولين خارجيين.
النجاح في وحدة مناولة الكبريت
نجحت مصفاة ينبع في إجراء إصلاح وإعادة تأهيل لوحدة الكبريت بالاعتماد على مواردها الذاتية، مما حقق وفورات كبيرة وعزز القدرات الداخلية، وذلك بدلًا من الاستعانة بمقاول متخصص كما كان مقررًا في الخطة الأصلية.
إضافة الألكلات إلى إنتاج البنزين
في خطوة غير مسبوقة في تاريخ التكرير المحلي، استقبلت مصفاة ينبع في عام 2016 أول شحنة من مادة الألكلات، وهي مادة رئيسية في إنتاج البنزين نظيف الاحتراق، مما ساهم في تحسين جودة المنتج النهائي.
تأثير دمج المصفاة مع شركة ابن رشد
بعد دمج مصفاة ينبع مع شركة ابن رشد في عام 2014، بدأت المصفاة بإمداد الشركة بمادة المهذبات بكمية تصل إلى 28 ألف برميل يوميًا، مما أدى إلى تقليل إنتاج المصفاة من البنزين من 55 ألف برميل إلى 10.5 آلاف برميل يوميًا.
تحسين المنتجات منخفضة القيمة
ساهم إدخال مادة الألكلات في أنواع البنزين التي تنتجها مصفاة ينبع في تحسين المنتجات منخفضة القيمة، مثل النفثا والمواد المنقاة بالإذابة، مما زاد من مستوى إنتاج البنزين في المصفاة بشكل ملحوظ.
جوائز التميز والتقدير
حصلت مصفاة ينبع على العديد من الجوائز المرموقة خلال مسيرتها، بما في ذلك الفئة الذهبية لجائزة الملك عبد العزيز للجودة، وتحقيقها لفئة 6 نجوم في شهادة الاعتراف بالتميز من المنشأة الأوروبية لإدارة الجودة، والفئة الماسية لجائزة الشيخ خليفة للتميز لعام 2021، مما يؤكد مكانتها الرائدة على المستويين المحلي والعالمي.
تقدير أرامكو السعودية
منح رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر جائزة التميُّز التشغيلي لعام 2017 لإدارة مصفاة ينبع، تقديرًا لتنفيذها العديد من المبادرات التي أدت إلى تحسينات كبيرة وخلق أصول عالية القيمة.
جوائز بيئية عالمية
توجت مصفاة ينبع بجائزة البيئة العالمية “العالم الأخضر” لعام 2018 من قبل المنظمة الخضراء، لتكون أول مصفاة لأرامكو السعودية تفوز بهذه الجائزة. كما فازت بالمركز الأول في جائزة الملك خالد لعام 2019 عن فئة استدامة الشركات، مما يعكس التزامها بالاستدامة البيئية والاجتماعية.
وفي النهايه :
تظل مصفاة ينبع صرحًا صناعيًا بارزًا يساهم في تعزيز الاقتصاد السعودي وتلبية احتياجات السوق المتزايدة من المنتجات البترولية. بفضل مرافقها المتطورة، والتزامها بالابتكار والاستدامة، تواصل المصفاة تحقيق الإنجازات ونيل الجوائز، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في صناعة التكرير على مستوى العالم. فهل ستستمر مصفاة ينبع في هذا التقدم بنفس الوتيرة، وما هي التحديات المستقبلية التي ستواجهها؟











