مشروع مفاعل الأبحاث النووية منخفض الطاقة: رؤية السعودية 2030 نحو مستقبل مستدام
يمثل مشروع مفاعل الأبحاث منخفض الطاقة باكورة مشاريع الأبحاث النووية في المملكة العربية السعودية، مؤكدًا التزامها بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية. هذا المفاعل، الذي يعمل بقدرة 100 كيلووات، يهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة، مما يعكس توجه المملكة نحو مستقبل أكثر استدامة.
تدشين المشروع وأهدافه
رؤية 2030 في قلب المشروع
يأتي هذا المشروع ضمن مبادرات الطاقة المتجددة في رؤية السعودية 2030. وقد تم تدشينه في 5 نوفمبر 2018م، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء.
الجهات المشرفة على المشروع
تتضافر جهود عدة هيئات حكومية للإشراف على هذا المشروع الحيوي، بما في ذلك مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، بالإضافة إلى هيئة الرقابة النووية والإشعاعية.
الأهداف الاستراتيجية للمشروع
يهدف هذا المشروع إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الطموحة، بما في ذلك:
- المساهمة الفعالة في التنمية المستدامة للطاقة النووية.
- تعزيز الوعي العام بأهمية الطاقة النووية واستخداماتها السلمية.
- تأهيل كوادر وطنية متخصصة في التقنيات النووية وتشغيل المفاعلات.
- توطين تقنيات وصناعة المفاعلات النووية، ودعم البنية التحتية اللازمة للمشروع الوطني للطاقة الذرية.
- تعزيز البحث والتطوير والابتكار في المجالات النووية، مع التركيز على الطاقة، والمجالات الطبية، وإنتاج النظائر المشعة.
مواصفات فنية متميزة
تصميم المفاعل
يتميز المفاعل بتصميمه من نوع “الحوض المفتوح”، الذي يجعله مناسبًا للاستخدامات البحثية مع الحفاظ على أعلى معايير الأمن والسلامة. يتكون المفاعل من قلب المفاعل، ووقود التشغيل، وحوض المفاعل. وقد اكتمل تصنيع المكونات الرئيسية، بما في ذلك أنظمة القياس والتحكم والمكونات الميكانيكية.
القدرة التشغيلية
تبلغ قدرة المفاعل 100 كيلووات، مع عمر تشغيلي يصل إلى 40 عامًا. ويعمل المفاعل تحت ضغط منخفض، مع قدرة تبريد تعتمد على الدوران الطبيعي.
مراحل الإنشاء
بدأت الأعمال الإنشائية للمشروع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مع التركيز على تدريع قلب المفاعل النووي بالخرسانة الثقيلة. وقد راجعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مواصفات الأمان الخاصة بالعمل الإنشائي للمبنى. كما شارك في تصميم المفاعل 30 باحثًا ومهندسًا سعوديًا، تحت إشراف هيئة الرقابة النووية والإشعاعية.
مرافق متخصصة وبنية تحتية متكاملة
مختبرات ومرافق تشعيع
يضم المشروع ستة مختبرات متخصصة ومرافق تشعيع متقدمة، بالإضافة إلى أربعة مرافق للتدريب والمحاكاة مخصصة للأنظمة النووية.
معايير السلامة والأمان
وضعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بالشراكة مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، مواصفات أمن وسلامة عالية المستوى للمفاعل، تتوافق مع أفضل الممارسات العالمية.
وفي النهايه :
يمثل مشروع مفاعل الأبحاث منخفض الطاقة خطوة هامة نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة. من خلال تعزيز القدرات البحثية والتدريبية في المجال النووي، وتوطين التقنيات المتقدمة، يساهم هذا المشروع في بناء مستقبل مزدهر ومستدام للمملكة. يبقى السؤال: كيف ستنعكس مخرجات هذا المشروع على القطاعات الأخرى، وهل سيساهم في تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة في المنطقة؟
