مسجد نمرة: معلم إسلامي بارز في عرفات
مسجد نمرة، أحد المساجد الخمسة ذات المكانة العظيمة في المشاعر المقدسة، وأكبرها على الإطلاق. يقع شمال مشعر عرفات باتجاه مزدلفة، حيث يؤدي فيه الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في يوم عرفة، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
يعود تاريخ بناء مسجد نمرة إلى منتصف القرن الثاني الهجري، ويُعد اليوم أكبر مساجد مكة المكرمة بعد المسجد الحرام، وأحد أبرز المعالم في مشعر عرفات.
الأهمية الدينية لـ مسجد نمرة
مكانة تاريخية
يحتل مسجد نمرة مكانة رفيعة في التاريخ الإسلامي، إذ صلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في موقعه صلاتي الظهر والعصر، وألقى فيه خطبة الوداع الشهيرة. يفتح المسجد أبوابه للمصلين في يوم واحد فقط من كل عام، وهو يوم عرفة، التاسع من ذي الحجة، حيث يتوافد إليه أكثر من 400 ألف مصلٍّ لأداء الفريضتين.
سبب التسمية
يعود اسم مسجد نمرة إلى جبل نمرة، ويُعرف تاريخيًا بأسماء أخرى مثل مسجد إبراهيم الخليل ومسجد عرنة نسبة إلى الوادي الذي يقع فيه الجزء الذي يضم محراب المسجد ومنبره، وكذلك مسجد عرفة نسبة إلى عرفة.
توسعات مسجد نمرة عبر التاريخ
اهتمام المملكة العربية السعودية
حظي مسجد نمرة باهتمام كبير من حكومة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وشهد في عهده أضخم توسعاته بتكلفة بلغت حوالي 237 مليون ريال، ليصبح بمساحة تصل إلى 110 آلاف م2. يقع المسجد في الجهة الشمالية من مشعر عرفات، ويمتد الجزء الغربي منه خارج حدود المشعر في وادي عرنة، وهو أحد أودية مكة المكرمة الذي نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الوقوف فيه يوم عرفة. يبعد المسجد عن المسجد الحرام نحو 22 كلم، وعن محطة قطار المشاعر المقدسة 1.8 كلم.
المكونات المعمارية
يتميز مسجد نمرة بتصميمه المعماري الفريد، فهو يقع على قطعة أرض مستطيلة الشكل، يبلغ طولها من الشرق إلى الغرب 340 مترًا، وعرضها من الشمال إلى الجنوب 240 مترًا. تمتد خلف المسجد ساحة مظللة بمساحة 8 آلاف م2، لاستيعاب أكبر عدد من المصلين. يضم المسجد ست مآذن، يصل ارتفاع كل واحدة منها إلى 60 مترًا، مما يجعلها من أطول المآذن في العالم. كما يحتوي على ثلاث قباب، وعشرة مداخل رئيسة، و64 بوابة.
تجهيزات حديثة
يضم مسجد نمرة غرفة إذاعة مجهزة بأحدث التقنيات لنقل خطبة وصلاة الظهر والعصر في يوم عرفة عبر الأقمار الصناعية، لتمكين المسلمين في جميع أنحاء العالم من متابعة هذه الشعيرة العظيمة.
وفي النهايه :
مسجد نمرة يظل شاهدًا على عظمة التاريخ الإسلامي ومحطة هامة في رحلة الحج، حيث يتجسد فيه روح الوحدة والتآخي بين المسلمين من مختلف بقاع الأرض. فهل سيستمر هذا المعلم في التطور والازدهار، ليظل رمزًا للإسلام والمسلمين على مر العصور؟










