مسجد السريحة التاريخي: تحفة معمارية من الطين في الدرعية
في قلب محافظة الدرعية التاريخية، يتربع مسجد السريحة كشاهد على عراقة الماضي وأصالة التراث المعماري. يستمد المسجد اسمه من الحي الذي احتضنه، والذي شهد مع مرور الزمن تغيرات كبيرة، حيث لم يتبق من معالمه الأصلية سوى بعض البيوت الطينية المتجاورة مع المسجد.
الخصائص المعمارية لمسجد السريحة
يتميز مسجد السريحة بتصميمه الفريد الذي يضم عدة أروقة متناسقة، بالإضافة إلى صحن مكشوف يعمل كسقف للخلوة المنحوتة في باطن الأرض. يمكن الوصول إلى هذه الخلوة عبر درج يقع في الجزء الشمالي من المسجد، بالإضافة إلى درج آخر يؤدي إلى السطح والمنارة ذات الشكل المربع. وتتمركز المنارة في منتصف الجدار الجنوبي للمسجد، ولا يتجاوز ارتفاعها سطح المسجد بكثير.
ترميم مسجد السريحة: الحفاظ على الأصالة
شهد مسجد السريحة عمليات ترميم وإصلاح متعددة، بهدف الحفاظ على بنيته الأصلية وشكله المميز. شملت هذه الإصلاحات بناء جزء من الجدار الجنوبي، وإضافة مواضئ ودورات مياه مبنية من البلوك الإسمنتي. كما تم تقسيم مقر الصلاة إلى قسمين بواسطة جدار موازٍ للقبلة، مع إضافة بابين ومكيفات للنوافذ.
وفي إطار برنامج العناية بالمساجد التاريخية، الذي يندرج تحت مظلة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري في المملكة، تولت هيئة التراث مهمة ترميم أجزاء كبيرة من مسجد السريحة. وقد تم الافتتاح الجزئي للمسجد في شهر رمضان عام 1438هـ (2017م)، ليُعاد إحياء هذا المعلم التاريخي.
وفي النهايه :
يمثل مسجد السريحة نموذجًا فريدًا للعمارة الطينية التقليدية في منطقة الدرعية، ويجسد الاهتمام المتزايد بالحفاظ على التراث المعماري للمملكة. فهل ستشهد الفترة القادمة المزيد من الجهود لإعادة إحياء المناطق التاريخية، وتحويلها إلى وجهات ثقافية وسياحية جاذبة؟










