تنوع الطيور المهاجرة في السعودية: رحلة عبر الفصول والمناطق
تتميز المملكة العربية السعودية بتنوع بيئي فريد، يجعلها محطة مهمة للطيور المهاجرة. تصنف هذه الطيور إلى عدة أنواع حسب مواعيد وصولها وإقامتها، فمنها طيور مهاجرة عابرة، وطيور مقيمة، وأخرى تزور المملكة في الصيف أو الشتاء، بالإضافة إلى الطيور التي تعشش فيها.
الطيور المهاجرة العابرة: محطات استراحة في رحلة طويلة
من بين الطيور المهاجرة العابرة، يبرز طائر الرهو الذي يتوقف على سواحل المملكة، خاصة في المنطقة الممتدة من جدة إلى شرق طريق الحرمين بين جدة والمدينة المنورة، وذلك خلال هجرته الموسمية من الشمال إلى الجنوب أو بالعكس، بحثًا عن الغذاء ومكان للراحة.
زوار الشتاء: حمامة بورس الخضراء في أحضان جبال عسير
تعتبر الحمامة الخضراء، المعروفة أيضًا باسم حمامة بورس الخضراء، من الطيور الزائرة شتاءً، وتفضل الاستقرار في جبال منطقة عسير جنوب غربي المملكة. تعتمد هذه الحمامة في غذائها على ثمار الأشجار مباشرة، مما يجعلها جزءًا من التنوع البيولوجي الفريد للمنطقة.
المحميات الملكية: ملاذ آمن للطيور المهاجرة
تستقبل محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية في فصلي الربيع والخريف العديد من الطيور المهاجرة التي تتخذها مسارًا لها، مثل الصقر، والشاهين، والزقزاق، والحبارى، والعويسق. هذه المحمية توفر بيئة آمنة ومناسبة لهذه الطيور خلال رحلتها.
تنوع بيئي فريد: النورس الأبيض والوروار وبلشون الليل
تستقبل البيئة السعودية أيضًا عددًا من الطيور الأخرى، مثل طائر النورس الأبيض الذي يعيش على سواحل البحر الأحمر ويتكاثر في الجزر ذات الصخور والشواطئ الرملية. بالإضافة إلى طائر الوروار الأوروبي، المعروف أيضًا باسم الصقرقع، وطائر بلشون الليل الذي يفضل العيش في أماكن تجمع المياه وحول السدود. كما يمكن مشاهدة طيور أخرى مثل الفلامنجو، والحسون، وسنونو البحر في مناطق مختلفة من المملكة.
وفي النهايه :
تعكس هذه التشكيلة المتنوعة من الطيور المهاجرة الأهمية البيئية للمملكة العربية السعودية كمحطة رئيسية في مسارات الهجرة العالمية. من طيور الرهو العابرة إلى حمامة بورس الخضراء الزائرة شتاءً، مرورًا بالمحميات الملكية التي توفر ملاذًا آمنًا، وصولًا إلى النورس الأبيض والوروار وبلشون الليل، تتجلى عظمة الطبيعة وتنوعها في هذه البقعة من العالم. يبقى السؤال: كيف يمكننا الحفاظ على هذا التنوع الفريد للأجيال القادمة؟











