كويكب 2024 YR4: تحديثات حول احتمالية الاصطدام بالأرض والقمر

انخفاض احتمالية اصطدام كويكب بالأرض في عام 2032 إلى النصف

أظهرت حسابات جديدة صادرة عن وكالة ناسا أن فرصة اصطدام كويكب قادر على تدمير مدينة بالأرض في غضون ثماني سنوات قد انخفضت إلى النصف، لتصل إلى حوالي 1.5 بالمائة. هذا التطور يمثل ارتياحًا كبيرًا للمجتمع العلمي وعامة الناس، الذين كانوا يراقبون عن كثب التقديرات الأولية التي أشارت إلى خطر أكبر.

كان هذا الانخفاض في الاحتمالات متوقعًا على نطاق واسع من قبل المجتمع الفلكي العالمي، الذي يتوقع الآن على نطاق واسع أن احتمال اصطدام الكويكب بالأرض في 22 ديسمبر 2032 سينخفض إلى الصفر. هذه التوقعات تعتمد على المزيد من البيانات الدقيقة التي تم جمعها وتحليلها بواسطة مراصد مختلفة حول العالم، مما يعزز الثقة في التقييمات الجديدة.

لأكثر من 24 ساعة، كان الكويكب يحمل أعلى احتمالية للاصطدام بالأرض – 3.1 بالمائة – مقارنة بأي صخرة فضائية كبيرة أخرى في التوقعات الحديثة. هذه الفترة من القلق دفعت العديد من المؤسسات الفلكية إلى تكثيف جهودها لمراقبة الكويكب وجمع المزيد من البيانات لتحديد مساره بدقة أكبر، وهو ما أدى في النهاية إلى تعديل التقديرات الأولية.

وقالت ناسا في حسابات محدثة نُشرت في وقت متأخر من يوم الأربعاء إن احتمالات حدوث ضربة مباشرة قد انخفضت إلى 1.5 بالمائة. هذا التحديث يعكس التحسينات المستمرة في تقنيات الرصد والتحليل، والتي تسمح للعلماء بتقييم المخاطر المحتملة بشكل أكثر دقة وموثوقية.

1897420225.jpg

حسابات وكالة الفضاء الأوروبية

في سياق متصل، انخفضت حسابات وكالة الفضاء الأوروبية المنفصلة إلى 1.38 بالمائة. هذه النتيجة المتوافقة من وكالة فضاء أخرى تعزز من مصداقية التقييمات الجديدة وتؤكد على أن الخطر المحتمل قد تم تقليله بشكل كبير.

وقال ريتشارد مويسل، رئيس مكتب الدفاع الكوكبي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، لوكالة فرانس برس، إن هذا كان متوقعًا حيث أن منطقة عدم اليقين حيث يمكن أن يضرب الكويكب بدأت في الانزلاق بعيدًا عن الأرض. وأضاف أن تحليل المسار المستمر يشير إلى أن الكويكب سيمر على مسافة آمنة من الأرض، مما يقلل من احتمالية الاصطدام.

وأضاف أن النسبة المئوية من المرجح أن تتذبذب قليلاً صعودًا وهبوطًا قليلاً، ولكن من المتوقع الآن أن تنخفض قريبًا إلى أقل من واحد بالمائة. هذه التقلبات الطفيفة هي جزء طبيعي من عملية التحليل المستمرة، حيث يتم تحديث البيانات باستمرار وتحسين النماذج المستخدمة للتنبؤ بمسار الكويكب.

ومن غير الواضح ما إذا كان ذلك سيحدث قبل أن يوجه تلسكوب جيمس ويب الفضائي نظره القوي إلى الكويكب الشهر المقبل. إذا حدث ذلك، فإن البيانات التي سيجمعها تلسكوب جيمس ويب ستوفر معلومات قيمة حول حجم الكويكب وتكوينه ومساره، مما سيساعد في تحسين دقة التوقعات المستقبلية.

احتمالية الاصطدام بالقمر

لا تزال هناك فرصة بنسبة 0.8 بالمائة لاصطدام الكويكب بالقمر، وفقًا لناسا. على الرغم من أن هذا الاحتمال أقل بكثير من احتمال الاصطدام بالأرض، إلا أنه لا يزال يستحق المراقبة، حيث يمكن أن يكون له تأثيرات على سطح القمر وبيئته.

معلومات عن الكويكب 2024 YR4

تم اكتشاف الكويكب، المعروف باسم 2024 YR4، لأول مرة في ديسمبر. الاكتشاف المبكر للكويكب سمح للعلماء بالبدء في مراقبته وتحليل مساره في وقت مبكر، مما ساهم في تحسين دقة التوقعات.

ويقدر عرضه بحوالي 40-90 مترًا (130-300 قدمًا)، وهو ما لن يتسبب في كارثة عالمية، ولكنه سيظل قادرًا على التسبب في دمار كبير لمدينة. إذا اصطدم كويكب بهذا الحجم بالأرض، فإنه يمكن أن يتسبب في أضرار واسعة النطاق، بما في ذلك تدمير المباني وإشعال الحرائق والتسبب في موجات صدمية مدمرة.

كويكب Apophis وخطر الاصطدام السابق

آخر مرة شكل فيها كويكب أكبر من 30 مترًا خطرًا كبيرًا كهذا كان كويكب Apophis في عام 2004، عندما كانت لديه لفترة وجيزة فرصة بنسبة 2.7 بالمائة للاصطدام بالأرض في عام 2029 – وهو احتمال تم استبعاده لاحقًا من خلال ملاحظات إضافية. هذه الحادثة السابقة تذكرنا بأهمية المراقبة المستمرة للكويكبات وتقييم المخاطر المحتملة بدقة، حيث يمكن للبيانات الإضافية أن تغير بشكل كبير من التوقعات الأولية.

بشكل عام، يمثل انخفاض احتمالية اصطدام الكويكب بالأرض في عام 2032 تطورًا إيجابيًا، إلا أنه يظل تذكيرًا بأهمية الاستمرار في مراقبة الفضاء وتطوير تقنيات الدفاع الكوكبي. من خلال الاستثمار في هذه المجالات، يمكننا حماية كوكبنا من المخاطر المحتملة وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة.