مبادرة الشرق الأوسط الأخضر: رؤية نحو مستقبل مستدام
مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2021، في نسختها الأولى، مثلت نقطة انطلاق نحو اجتماع دوري يضم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كان الهدف الأساسي هو تدارس قضايا التغير المناخي وتوحيد الجهود لمواجهة هذه التحديات، سعيًا للحفاظ على كوكب الأرض. وقد استضافت العاصمة السعودية، الرياض، هذا الحدث الهام في 25 أكتوبر 2021.
مشاركة واسعة والتزام إقليمي
شهدت القمة مشاركة فعّالة من دول المنطقة، بما في ذلك الكويت والأردن والجزائر والمغرب وتونس واليمن والعراق وقطر ومصر وفلسطين. وقد اتفق قادة هذه الدول على أهمية عقد هذه القمة بشكل دوري، وذلك لمتابعة التقدم المحرز في تحقيق أهداف المبادرة وضمان استمراريتها.
محاور القمة: نحو تحول أخضر شامل
تمويل التحول الأخضر
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فعاليات القمة، التي تناولت محاور متعددة، من بينها تمويل التحول الأخضر من منظور القطاع المالي. وقد شهدت الدورة الأولى من القمة إعلانات هامة من المملكة العربية السعودية، تضمنت إنشاء وتأسيس مراكز وبرامج تهدف إلى حماية كوكب الأرض، ودعم الجهود الدولية لتحقيق الاستدامة، وتعزيز التنسيق الإقليمي، وتوفير البنية التحتية اللازمة لذلك.
مخرجات القمة: مشاريع ومبادرات رائدة
التزامات بيئية طموحة
شهدت القمة مشاركة واسعة من قادة الدول الإقليمية والمسؤولين الدوليين المعنيين بالبيئة والتغير المناخي. تم خلالها استعراض العديد من البرامج والمشاريع التي قدمتها المملكة العربية السعودية بهدف خدمة النظام البيئي. من بين هذه المبادرات الطموحة، مشروع زراعة 50 مليار شجرة في منطقة الشرق الأوسط، منها 10 مليارات شجرة داخل المملكة، بالإضافة إلى استصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي من خلال التشجير. تهدف هذه الجهود إلى المساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية العالمية بنسبة 2.5%، والعمل على تقليل الانبعاثات الناتجة عن إنتاج النفط والغاز في المنطقة بأكثر من 60%.
مبادرات سعودية رائدة في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
مراكز إقليمية متخصصة
تضمنت المبادرات السعودية إنشاء عدة مراكز تخدم أهداف المبادرة، مثل: مركز إقليمي للتغير المناخي، ومجمع إقليمي لاستخلاص الكربون وتخزينه واستخدامه، ومركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف للمساهمة في مكافحة المخاطر الناجمة عن موجات الغبار. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق منصة تعاون دولية لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وبرنامج إقليمي لاستمطار السحب لرفع مستوى هطول الأمطار بنسبة 20%، وإنشاء مركز إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية، لزيادة التنوع البيولوجي البحري وتقليل مستوى الانبعاثات بنسبة 15% في قطاع الأسماك.
مبادرتان سعوديتان عالميتان
تمويل الحلول المستدامة
شهدت القمة إعلان المملكة العربية السعودية عن مبادرتين عالميتين، تساهم فيهما بنحو 15% من إجمالي الاستثمارات، والتي تقدر بنحو 39 مليار ريال. تهدف المبادرة الأولى إلى إيجاد حلول للوقود النظيف لتوفير الغذاء لـ 750 مليون شخص، بينما تعمل المبادرة الثانية على تأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون. كما تم تأسيس مؤسسة المبادرة الخضراء، وهي مؤسسة غير ربحية مستقلة، لدعم القمة وتعزيز التنسيق الدولي.
وفي النهايه:
تعكس قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التزامًا جادًا من دول المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بمواجهة تحديات التغير المناخي والسعي نحو مستقبل أكثر استدامة. من خلال المبادرات الطموحة والمشاريع الرائدة التي تم الإعلان عنها، تتجه المنطقة نحو تحقيق تحول أخضر شامل، يساهم في حماية كوكب الأرض وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. يبقى السؤال: كيف يمكن لهذه المبادرات أن تتكامل مع الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة؟








