دجاجة الماء: نظرة بيئية واجتماعية
دجاجة الماء أو الفرفر الشائع (Gallinula Chloropus)، طائر يثير الاهتمام في المملكة العربية السعودية، حيث يُعتبر من الطيور المقيمة المتكاثرة غير الشائعة، والزائرة العابرة غير المألوفة، وطائر الشتاء النادر. يقدر عدد الأزواج المتكاثرة سنويًا بحوالي ثلاثة آلاف زوج. تصنف هذه الطيور ضمن الأنواع غير المهددة بالانقراض على المستوى الإقليمي، مع تسجيل استقرار في أعدادها، وربما زيادة تدريجية.
مناطق تواجد دجاجة الماء في السعودية
تتركز مشاهدات دجاجة الماء في محيط منطقتي الرياض وتبوك، حيث تفضل الأراضي الرطبة الصناعية. وقد سُجلت أعداد كبيرة تصل إلى المئات في سبخة الفصل، التي تقع ضمن محمية الجبيل بالقرب من مدينة الجبيل الصناعية في المنطقة الشرقية، وذلك بفضل التنوع البيئي الذي تحتضنه هذه المنطقة، وما تشتمل عليه من أشكال الحياة الفطرية المتنوعة على مساحة تقارب 2410 كيلومتر مربع. كما يُعد مجرى وادي الحائر في منطقة الرياض من المناطق البارزة التي تنشط فيها هذه الطيور.
سلوك دجاجة الماء
التكيف الاجتماعي والبيئي
تعيش دجاجة الماء في الأراضي الرطبة التي تتوفر فيها مصادر المياه العذبة الدائمة، وكذلك في المناطق التي تنتشر فيها القصب والنباتات الكثيفة، وأحيانًا في المواقع ذات المياه المالحة. يتميز هذا الطائر بسلوكه الاجتماعي، حيث يظهر في أزواج أو أسراب عائلية، أو حتى ضمن جماعات أكبر في البيئات المناسبة. ينشط الطائر خلال النهار، وجزئيًا في الليل، خاصة في الليالي التي يكون فيها القمر مكتملًا.
الغذاء وآليات الصيد
يعتمد طائر الدجاجة في غذائه على النباتات المائية وشبه المائية، واللافقاريات، والطحالب، والأسماك الصغيرة. يصطاد هذه الفرائس أثناء السباحة، أو عن طريق السير فوق النباتات العائمة، ثم يغطس برأسه وينقلب رأسًا على عقب ليرعى في الماء.
التواصل ولغة الجسد
تعكس حركة الذيل المتكررة لدى دجاجة الماء حالة الخوف التي تنتابها عند استشعار خطر مفترس قريب. يتراوح حجم الطائر بين 30 و38 سم، ويختلف وزنه بين الذكور والإناث؛ حيث يتراوح وزن الذكر بين 249 و493 جرامًا، بينما تزن الأنثى بين 192 و343 جرامًا، مما يجعلها أقل وزنًا من الذكر بنسبة تصل إلى 30%.
التكاثر عند دجاجة الماء
استراتيجيات التزاوج المعقدة
تتميز دجاجة الماء بأساليب تزاوج معقدة، ففي كثير من الأحيان تتزاوج أنثيان مع نفس الذكر، وتضعان البيض في العش ذاته، وقد تتشاركان في تربية الصغار. يساهم كلا الأبوين في بناء العش والحضانة ورعاية الصغار، وفي بعض الأحيان تساعد صغار الحضنة الأولى في إطعام الحضنات التالية.
بناء العش ورعاية الصغار
تبني دجاجة الماء عشًا على شكل وعاء كبير مصنوع من عيدان القصب والنباتات، وعادة ما يتم بناؤه بجانب مجموعة نباتات مقتلعة بهدف التمويه. يوضع العش فوق سطح الماء أو أعلى قليلًا، وسط القصب والنباتات المائية، وأحيانًا على الأرض.
تحتضن الأنثى ما بين 6 و13 بيضة، وتستغرق فترة الحضانة حوالي 21 أو 22 يومًا، وبعدها تغادر الفراخ العش في غضون أيام قليلة، وتصبح قادرة على الطيران خلال ستة إلى سبعة أسابيع، وتكون الحضنة مزدوجة أو ثلاثية.
وفي النهايه :
تعتبر دجاجة الماء نموذجًا للتكيف البيئي والاجتماعي، حيث تستوطن مناطق متنوعة في المملكة العربية السعودية وتظهر سلوكيات فريدة في التكاثر والتغذية. هذه الخصائص تجعلها جزءًا حيويًا من النظم البيئية الرطبة. يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية الحفاظ على هذه الطيور وضمان استمرارها في ظل التحديات البيئية المتزايدة.






