جهود المملكة العربية السعودية في حماية الوعل النوبي
الوعل النوبي (Capra nubiana)، حيوان جبلي شبيه بالماعز، يتميز بقرونه المقوسة للخلف التي يصل طولها إلى 45 سم، بالإضافة إلى خصلة شعر تحت الذقن. يمكن التفريق بين الذكور والإناث من خلال حجم وقوة القرون لدى الذكور. يعيش الوعل النوبي في جماعات صغيرة، ويتغذى على الأعشاب بالقرب من المنحدرات الصخرية.
ويعتبر الوعل النوبي من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في المملكة العربية السعودية، حيث ساهم كل من الصيد الجائر والتوسع العمراني في تقليل أعداده في البرية وفي البيئات الجبلية التي يسكنها.
مبادرات المملكة للحفاظ على الوعل النوبي
تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بزيادة أعداد الحيوانات المهددة بالانقراض، وذلك ضمن مشاريعها الاستراتيجية. وقد رفعت المملكة نسبة المناطق المحمية لتشمل 30% من مساحتها البرية والبحرية.
إعادة توطين الوعول في العلا
في 23 رجب 1442هـ الموافق 7 مارس 2021م، أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا المجموعة الثالثة من الحيوانات الفطرية في بيئاتها الطبيعية في موقع الحجر، وهو أول موقع سعودي يدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. شملت هذه المجموعة عشرة من الوعول النوبية، بهدف إعادة توطينها في بيئتها الطبيعية، وذلك بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية.
محمية الوعول: ملاذ آمن
تقع محمية الوعول في وسط المملكة العربية السعودية، بالقرب من محافظتي الحريق وحوطة بني تميم التابعتين لمنطقة الرياض. تمتد المحمية على مساحة تقدر بنحو 1841 كيلومترًا مربعًا، وهي عبارة عن هضبة وعرة تتوسط سلسلة جبال طويق، وتتخللها أودية وشعاب وبعض المناطق الرملية. يصل ارتفاع الحواف الغربية للجبال إلى 1097 مترًا، وتكثر فيها أشجار الطلح والسمر والسلم والسدر والغضا، خاصة في أودية المحمية. كان الدافع الأساسي لحماية هذه المنطقة هو وجود قطيع صغير من الوعول بحالته الفطرية الطبيعية، وقد ازداد عدد الوعول في المحمية بعد توفير الحماية لها.
دور مركز الملك خالد في حماية الوعل النوبي
يقع مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية شمال مدينة الرياض في منطقة الثمامة، ويعتبر النواة الأساسية لبرنامج المحافظة على الحياة الفطرية في المملكة العربية السعودية، حيث تأسس عام 1407هـ الموافق 1987م.
في عام 1426هـ الموافق 2005م، جُلبت مجموعة من الوعول النوبية لتأسيس نواة إكثار لها في مركز الملك خالد، وذلك ضمن برنامج إكثار الوعل النوبي الذي يديره المركز إلى جانب أربعة برامج إكثار أخرى للمحافظة على الحيوانات المهددة بالانقراض في المملكة، وشملت حيوانات: المها العربي، وظباء نيومان، وظباء الإدمي، وظباء الريم.
وفي النهايه :
تبرز جهود المملكة العربية السعودية في حماية الوعل النوبي كنموذج يحتذى به في صون التنوع البيولوجي والحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض. فمن خلال إنشاء المحميات الطبيعية وبرامج الإكثار، تسعى المملكة جاهدة للحفاظ على هذا النوع الفريد من الحيوانات وضمان استدامته للأجيال القادمة. هل ستنجح هذه الجهود في تحقيق التوازن بين التنمية الحضرية والحفاظ على البيئة الطبيعية؟








