الكليجا: رحلة في عبق التراث السعودي
تُعتبر الكليجا من أشهر الحلويات الشعبية في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في منطقة القصيم. هي عبارة عن أقراص حلوى شهية محشوة بالتمر أو دبس التمر، وتتميز بمذاقها الفريد وقيمتها الثقافية العالية.
الكليجا في الثقافة السعودية
تتميز الكليجا بأنها حلوى جافة، مما يمنحها القدرة على البقاء لفترة طويلة دون أن تفسد، وهو ما ساهم في انتشارها وتصديرها على نطاق واسع، سواء داخل المملكة أو خارجها. تتنوع حشوات الكليجا تبعًا لأذواق الناس وتفضيلات صانعيها. فمنها ما يُحشى بالسكر، ودبس التمر، والهيل، والقرفة، والليمون الأسود المطحون، بالإضافة إلى المسمنة والزنجبيل والبهارات الأخرى. تشمل أنواعها المختلفة: معمول الكليجا، وكليجا الدبس، والتوفي، وكليجا بزيت الزيتون.
أيقونة حلويات القصيم الشعبية
وعلى الرغم من وجود العديد من حلويات التمر اللذيذة في منطقة القصيم، مثل الحنيني، والمحلا، والقشد، إلا أن الكليجا تبقى هي الأبرز والأكثر شهرة، فهي بحق أيقونة الحلويات الشعبية في هذه المنطقة.
طريقة تحضير الكليجا
يمر تحضير الكليجا بمرحلتين أساسيتين:
- تحضير خليط الكليجا: في هذه المرحلة يتم تجهيز العجين وتركه ليختمر لمدة تتراوح بين 20 و30 دقيقة تحت قطعة قماش. يتكون الخليط من كميات متساوية من دقيق البر، والدقيق الأبيض، والزيت، والحليب، والسمن.
- تشكيل وخبز الكليجا: تقسم العجينة إلى أجزاء متساوية على شكل أقراص، ثم توضع داخلها حشوة دبس التمر أو أي حشوة أخرى مفضلة. بعد ذلك، توضع الأقراص على شبك معدني لتزيين سطحها قبل خبزها في الفرن.
تفاصيل إضافية حول التحضير
لتحضير الحشوة، يذوب دبس التمر بالماء، ثم يخلط السكر مع البهارات والمسمنة، ويضاف إليه دبس التمر المذاب. أما عجينة الكليجا فتحضر من دقيق البر، والملح، والماء، والهيل، والقرفة، والليمون الأسود المطحون، والمسمنة، والزنجبيل، والكركم، والودك. في البداية، يفرك الدقيق والودك، ثم تضاف البهارات، ثم يخلط الكركم والملح بالماء، ويصب تدريجيًا على خليط الدقيق والبهارات، وتعجن المكونات جيدًا. تترك العجينة لترتاح قليلًا، ثم توضع الحشوة داخلها. تخبز الكليجا في الفرن على نار متوسطة لمدة 10 دقائق من الأسفل، ثم لمدة 10 دقائق أخرى من الأعلى.
الكليجا في المناسبات
تقام احتفالات ومهرجانات مخصصة للكليجا في منطقة القصيم كل عام، مما يعكس أهميتها الثقافية والاقتصادية. تُقدم الكليجا كجزء من ثقافة الضيافة في معظم مهرجانات الأكلات الشعبية التي تقام في السعودية ومنطقة القصيم سنويًا. تعرض الأسر المنتجة في هذه المهرجانات مهاراتها وإبداعاتها في تحضير الكليجا وتقديمها بطرق متنوعة تعكس ثقافة كل عائلة.
الكليجا إلى اليونسكو
في عام 2021، تم إدراج مدينة بريدة ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة، وذلك لتميزها وإبداعها في تقديم طبق الكليجا. تسعى إمارة منطقة القصيم إلى دعم الاستثمارات المرتبطة بإنتاج الكليجا، بهدف تعزيز حضورها على المستوى العالمي.
الكليجا طبقًا لمنطقة القصيم
أعلنت هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة السعودية في عام 2025 عن تسمية الأطباق المميزة لكل منطقة من مناطق المملكة، وذلك ضمن مبادرة “روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق”. وكانت الهيئة قد أطلقت هذه المبادرة في عام 2023، حيث أعلنت عن تسمية الجريش طبقًا وطنيًا للمملكة، والمقشوش الحلوى الوطنية.
توسيع نطاق المبادرة
وسّعت الهيئة نطاق المبادرة ليشمل مختلف المناطق، مع تحديد طبق خاص بكل منطقة، وذلك بهدف الاحتفاء بتنوع فنون الطهي في المملكة، وتعزيز حضورها في الحياة المعاصرة. ويهدف هذا التوجه إلى دعم التنمية من خلال استثمار هذه الأطباق ومكوناتها، وتداولها وتقديمها في مختلف المنافذ التي تستقبل الزوار والضيوف من داخل المملكة وخارجها. وبناءً على ذلك، تم اختيار الكليجا كطبق خاص بمنطقة القصيم.
وفي النهايه:
تظل الكليجا رمزًا للتراث الغذائي الغني في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في منطقة القصيم، حيث تعكس تاريخًا عريقًا من العادات والتقاليد. فهل ستتمكن الكليجا من الحفاظ على مكانتها المميزة في ظل التطورات العصرية، وهل ستنجح الجهود المبذولة في تعزيز انتشارها عالميًا؟











