الجراد: تحدي زراعي في المملكة العربية السعودية
الجراد، وتحديدًا الجراد الصحراوي، يمثل تحديًا زراعيًا كبيرًا في المملكة العربية السعودية. ينتمي الجراد إلى رتبة مستقيمات الأجنحة (Orthoptera)، ويضم أنواعًا مختلفة مثل Crocothemis erythraea، الذي ينتشر في مناطق معينة من المملكة ويتغذى على الحشرات والنباتات البرية، مما يؤثر على التوازن البيئي.
دورة حياة الجراد وتكاثره
تعتمد دورة حياة الجراد على وجود المسطحات المائية التي تسمح للإناث بوضع البيض بعد التلقيح. تفقس البيوض لتنتج حوريات تتغذى على الحشرات الضارة، ثم تتحول إلى حشرات بالغة. تلعب الرعاشات دورًا في نقل حبوب اللقاح بين النباتات، مما يسهم في تلقيح بعض الأنواع النباتية.
أنواع الجراد وتأثيرها البيئي
تتنوع أنواع الجراد، فمنها ما يتغذى على أوراق وسيقان النباتات البرية، مما يسبب خسائر كبيرة في الغطاء النباتي ويؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي. في المقابل، يتغذى نوع آخر على نباتات فصيلة Apocyanaceae ويستخلص منها مواد لبنية يخزنها لحماية نفسه من الأعداء الطبيعيين.
مكافحة آفة الجراد في السعودية
تتطلب مكافحة الجراد جهودًا متواصلة نظرًا لقدرته على التحرك في أسراب كبيرة عبر مسافات شاسعة. يعيش الجراد في البيئات الجافة، ولكنه يحتاج إلى بيئات رطبة للتكاثر، مما يجعله يتحرك بحثًا عن هذه البيئات المناسبة بمساعدة الرياح. تشمل مناطق هجرة الجراد الرئيسية إلى السعودية شمال إفريقيا، ودول الشرق الأوسط، وجنوبي إيران وباكستان.
الأضرار الاقتصادية للجراد
يعتبر الجراد آفة زراعية استراتيجية نظرًا للأضرار الجسيمة التي يسببها للمحاصيل الزراعية. تستهلك الجرادة الواحدة ما يعادل وزنها من أوراق النباتات يوميًا، ويمكن لسرب واحد أن يلتهم كميات هائلة من المحاصيل، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة للمزارعين ويهدد الأمن الغذائي.
جهود المملكة في مكافحة الجراد
يشرف المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها (وقاء) التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة على عمليات استكشاف ومكافحة الجراد في جميع أنحاء المملكة. تستخدم عدة طرق للمكافحة، بما في ذلك الرش بالمبيدات، والتعفير، واستخدام الطعوم السامة، وذلك عبر فرق مكافحة أرضية وجوية متخصصة.
دور المملكة القيادي في مكافحة الجراد إقليميًا
تولت السعودية رئاسة هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في مجموعة الدول الأعضاء في المنطقة الوسطى، التي تضم 17 دولة من الخليج العربي، واليمن، ودول المشرق العربي، ومن شرقي إفريقيا، مما يعكس دورها القيادي في المنطقة في مواجهة هذه الآفة الزراعية.
وفي النهايه :
تتضافر جهود المملكة العربية السعودية على المستويين المحلي والإقليمي لمكافحة آفة الجراد، وذلك من خلال الاستكشاف الدوري، واستخدام أحدث التقنيات في المكافحة، والتعاون مع الدول المجاورة. هل ستنجح هذه الجهود في الحد من خطر الجراد والحفاظ على الأمن الغذائي في المنطقة؟










