الأكاديمية الوطنية للطاقة: صرح تعليمي رائد في خدمة قطاع الطاقة
في قلب المملكة العربية السعودية، تتبلور الأكاديمية الوطنية للطاقة كمؤسسة تعليمية متخصصة، تهدف إلى تطوير قطاع الطاقة الحيوي. تعود جذور هذه المبادرة إلى عام 2013، عندما بادرت إدارة أنظمة الطاقة في أرامكو السعودية، بالتعاون مع قطاع التدريب والتطوير، بوضع تصور لإنشاء مركز متخصص. كان الهدف الأساسي هو تدريب كوادر أرامكو السعودية والشركات المتعاونة في مجال الطاقة الكهربائية، وذلك لسد النقص وتلبية الاحتياجات المتزايدة في هذا القطاع. بحلول عام 2014، تطورت الفكرة إلى إنشاء أكاديمية متكاملة، قادرة على منح دبلومات معتمدة لخريجي الثانوية العامة والمعاهد المهنية.
تأسيس الأكاديمية الوطنية للطاقة: شراكة استراتيجية
في ديسمبر 2014، تم التوقيع على خطاب نوايا يمثل نقطة انطلاق نحو تحقيق هذا الطموح. وفي ديسمبر 2015، قام المؤسسون بتوقيع مذكرة تفاهم، إيذانًا بإنشاء الأكاديمية الوطنية للطاقة كصرح عالمي رائد في مجال الطاقة.
دور الشركاء في دعم الأكاديمية
تعزيزًا لصناعة الطاقة الوطنية، تم توقيع مذكرة تفاهم مع تسع شركات وطنية وعالمية، لوضع خطة وجدول زمني مفصل للأكاديمية المنتظرة. شملت قائمة الشركات الموقعة على المذكرة: أرامكو السعودية، الشركة السعودية للكهرباء، شركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع (مرافق)، المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، جنرال إلكتريك، سيمنز، شنايدر، المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ممثلة بشركة كليات التميّز، بالإضافة إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
هيكلة الإدارة: مجلس الأمناء والمجلس الاستشاري التقني
في عام 2015، تم تشكيل مجلس أمناء للأكاديمية برئاسة ممثل عن أرامكو السعودية وعضو مؤسس من كل جهة مشاركة. كان الهدف من ذلك هو توحيد الجهود والرؤى، والاستفادة من الخبرات الأكاديمية والعملية للمشاركين. كما تم تشكيل مجلس استشاري تقني برئاسة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وبواقع خبير من كل جهة مشاركة، ليمثل الذراع التقنية والعلمية للأكاديمية، وضمان مواكبتها لأحدث التقنيات والمعايير العالمية.
برامج الأكاديمية الوطنية للطاقة: تطوير المهارات وتلبية احتياجات السوق
تقدم الأكاديمية الوطنية للطاقة مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية التي تتناسب مع احتياجات السوق المحلية. تشمل هذه البرامج:
- برنامج الدبلوم: مُعد لخريجي الثانوية العامة المرشحين من قبل شركات قطاع الطاقة، ويمتد لسنتين بالإضافة إلى فترة تطبيق عملي. يهدف البرنامج إلى تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات الأكاديمية والتقنية اللازمة.
- برامج تدريبية متخصصة: تستهدف المهنيين العاملين في قطاع الطاقة، مثل مهندسي الكهرباء والميكانيكا، لتأهيلهم في مجالات محددة خلال فترات تتراوح بين ثلاثة أشهر واثني عشر شهرًا.
- برامج قصيرة: تقدم تدريبًا مكثفًا وسريعًا على برامج وتخصصات محددة، تتراوح مدتها من ثلاثة أيام إلى أسبوع، وتستهدف الفنيين والإداريين العاملين في مجال الطاقة.
شراكات استراتيجية لتشغيل وتطوير الأكاديمية
تواصلت الجهود لانطلاق الأكاديمية وتحقيق أهدافها، حيث نجحت أرامكو السعودية في توقيع مذكرة لتشغيل الأكاديمية الوطنية للطاقة بالتعاون مع كلية بسمارك الأمريكية، وذلك خلال مؤتمر الشبكات الذكية في جدة 2017. كما تم توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، والهيئة السعودية للمهندسين، والمختبر الخليجي، لتعزيز دور الأكاديمية في مجال التدريب المهني، من خلال التأهيل في 21 تخصصًا تغطي مجالات الطاقة وجميع خدماتها. سبق ذلك التوقيع مع هيئة الربط الخليجي لتعزيز التعاون المشترك بين دول الخليج العربي.
تخصصات الأكاديمية الوطنية للطاقة: فرص واعدة في قطاع الطاقة
تهدف الأكاديمية إلى ضمان توافق المهارات المطورة مع متطلبات سوق العمل، وتقدم في هذا السياق عددًا من المزايا والفرص، بما في ذلك:
- برامج تدريبية موجهة لتلبية احتياجات قطاع الطاقة الآنية والمستقبلية.
- برامج تدريبية جديدة للمهن الناشئة، مثل الشبكة الذكية، كفاءة الطاقة، الطاقة المتجددة، والطاقة النووية.
- مختبرات مجهزة بأحدث التقنيات ومرافق تدريب تحاكي بيئة العمل الواقعية.
- برامج تدريب متعددة التخصصات.
- وسائل تدريب مبتكرة ومحفزة.
- بحوث تطبيقية وتطويرية.
انطلاقة ناجحة واستقبال الدفعة الأولى
شهدت الأكاديمية الوطنية للطاقة انطلاقة ناجحة، حيث استقبلت في سبتمبر 2018 أول دفعة من طلابها للعام الدراسي 2018-2019. وتعمل الأكاديمية على تلبية الطلب المتزايد من خلال تدشين المرحلة الأولى من عملياتها، بطاقة استيعابية تصل إلى 700 طالب سنويًا.
برامج الدبلوم المتخصصة
تقدم الأكاديمية تخصصات نوعية في ستة برامج تدريبية تمنح درجة الدبلوم، وتشمل:
- فني أجهزة وتحكم.
- فني شبكات ذكية.
- فني صيانة كهربائية.
- فني طاقة متجددة.
- فني نظم حماية وتحكم.
- مشغل شبكات نقل وتوزيع.
تعتمد الأكاديمية في تدريبها على نظام التوظيف المبتدئ بالتدريب، حيث يحظى جميع المتدربين بمقعد وظيفي مؤكد عند تخرجهم، وذلك ضمن آلية تعتمد على متطلبات الأكاديمية والشركات الراعية.
وفي النهايه :
تبرز الأكاديمية الوطنية للطاقة كمنارة تعليمية تسهم في رفد قطاع الطاقة بكفاءات وطنية مؤهلة، قادرة على مواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال الحيوي. من خلال برامجها التدريبية المتنوعة وشراكاتها الاستراتيجية، تعمل الأكاديمية على تحقيق رؤية المملكة في تطوير صناعة طاقة مستدامة ومزدهرة. يبقى السؤال: كيف ستستمر الأكاديمية في تطوير برامجها لتلبية الاحتياجات المستقبلية لقطاع الطاقة، وما هو الدور الذي ستلعبه في تحقيق التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة؟
