حماية السلاحف البحرية: جهود المملكة للحفاظ على التنوع البيولوجي
تعتبر السلاحف البحرية جزءًا لا يتجزأ من التراث الطبيعي للمملكة العربية السعودية، حيث تتخذ من مياهها الإقليمية موطنًا لها. تنتشر هذه الكائنات الرائعة في مناطق متعددة، بدءًا من محمية جزر فرسان التابعة لمنطقة جازان في الجنوب الغربي، مرورًا بسواحل أملج في منطقة تبوك، وتحديدًا في جزيرة الوقادي، وجبل حسان، ورأس الشبعان، وصولًا إلى جزيرة جبل برقان شمال غربي السعودية. وتمتد هذه المواطن لتشمل منطقة رأس بريدي شمالي مدينة ينبع على ساحل البحر الأحمر، بالإضافة إلى الجزر المرجانية في الخليج العربي، وخاصة جزيرتي كاران وجانا التابعتين للمنطقة الشرقية.
أهمية السلاحف البحرية في النظام البيئي
تُعد السلاحف البحرية مؤشرًا حيويًا على سلامة النظام البيئي البحري، فهي تمثل جزءًا ثريًا من التنوع الأحيائي. تقضي هذه الكائنات معظم حياتها في مياه البحار والمحيطات، ولا تتردد الإناث منها على الشواطئ إلا لوضع البيض خلال موسم التعشيش. من بين سبعة أنواع من السلاحف البحرية الموجودة في العالم، والتي تنتمي إلى أربع عوائل، تم تسجيل خمسة أنواع في المياه البحرية الإقليمية السعودية. تشمل هذه الأنواع: السلحفاة الخضراء، والسلحفاة صقرية المنقار، والسلحفاة كبيرة الرأس، والسلحفاة الزيتونية، والسلحفاة جلدية الظهر.
جهود الحماية والمخاطر التي تواجهها السلاحف
تواجه السلاحف البحرية خطر الانقراض، وهو ما دفع الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة (IUCN) إلى إدراجها ضمن قائمة الحيوانات المعرضة للانقراض. تتطلب حماية هذه الكائنات الحساسة تضافر الجهود، بدءًا من تجنب العبث بأعشاشها أو بيضها، وعدم إيذائها أو تعريضها للضوء القوي، خاصة خلال مواسم التعشيش. بالإضافة إلى ذلك، تلعب المحافظة على نظافة الشواطئ وعدم رمي المخلفات دورًا حيويًا في الحفاظ على بيئتها الطبيعية.
وفي النهايه :
تظل حماية السلاحف البحرية مسؤولية مشتركة تتطلب وعيًا بيئيًا والتزامًا بالحفاظ على التنوع الأحيائي. هل سننجح في حماية هذه الكائنات الرائعة للأجيال القادمة، وضمان استمرارها في لعب دورها الحيوي في النظام البيئي البحري؟











