آفة حافرة الطماطم: تحدي يواجه الزراعة في السعودية
تُعد آفة حافرة الطماطم (Tuta absoluta)، من الآفات الزراعية الخطيرة التي تهدد إنتاج الطماطم في المملكة العربية السعودية، سواء في الزراعات المكشوفة أو البيوت المحمية. ظهرت هذه الآفة في معظم مناطق زراعة الطماطم في المملكة في أواخر عام 2010، وتتسبب يرقاتها في إحداث أضرار جسيمة بجميع أجزاء النبات، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في الإنتاج تتراوح بين 50 و 80%.
اكتشاف وانتشار آفة حافرة الطماطم
تعود أصول آفة حافرة الطماطم إلى أمريكا اللاتينية، حيث تم اكتشافها لأول مرة في عام 1917. ومن هناك، انتقلت إلى إسبانيا عبر الاستيراد في عام 2006، ثم إلى دول حوض البحر الأبيض المتوسط في عام 2009. وفي أغسطس 2010، تم اكتشافها في شمال المملكة العربية السعودية. تتميز هذه الآفة بقدرتها على إصابة محاصيل أخرى بالإضافة إلى الطماطم، مثل البطاطس والباذنجان والفلفل، وحتى بعض النباتات العشبية مثل الداتورة.
الخصائص البيولوجية لحافرة الطماطم
تنتمي آفة حافرة الطماطم إلى رتبة حرشفية الأجنحة، وتتميز الحشرة الكاملة بلونها الرمادي وطولها الذي يبلغ حوالي 1.7 ملم. تنشط هذه الحشرات في الصباح الباكر وقرب غروب الشمس، بينما تقضي معظم ساعات النهار مختبئة بين الأوراق في الجزء السفلي من النبات. تضع الأنثى البالغة حوالي 200 بيضة خلال فترة حياتها، ويمكن أن تتكاثر الحشرة من 10 إلى 12 جيلًا في العام الواحد.
الأضرار الناجمة عن آفة حافرة الطماطم
تتسبب يرقات آفة حافرة الطماطم في أضرار بالغة لأوراق وفروع وثمار الطماطم. تبدأ اليرقة في التغذية فور خروجها من البيضة، حيث تحفر أنفاقًا غير منتظمة بين سطحي الورقة، مما يحولها إلى نسيج شفاف مع وجود نقط سوداء تمثل مخلفات اليرقة. في النهاية، تجف الورقة ويتحول لونها إلى البني، مما يعطي الحقل مظهرًا محروقًا في حالة الإصابات الشديدة.
تأثير اليرقات على الفروع والثمار
تستطيع اليرقات أيضًا الحفر داخل الفروع والسيقان، مما يؤدي إلى تحول لونها الداخلي إلى البني. كما أنها قادرة على إصابة الثمار، وتفضل مهاجمتها في مراحلها الأولى (عندما تكون خضراء)، حيث تدخل الثمرة بالقرب من منطقة العنق وتبدأ في التغذية على محتوياتها، مما يسبب تلفًا كبيرًا. وعندما تخرج اليرقة من الثمرة، تحدث ثقبًا صغيرًا يتناسب مع حجمها، وهو ما يظهر بوضوح على سطح الثمرة، ويختلف عن الثقوب التي تحدثها آفات أخرى تصيب الثمار، مثل دودة ثمار الطماطم.
استراتيجيات مكافحة آفة حافرة الطماطم في السعودية
تعتبر آفة حافرة الطماطم من الآفات التي اكتسبت مقاومة للعديد من المبيدات الكيميائية، نتيجة للاستخدام العشوائي والمكثف لهذه المبيدات في مناطقها الأصلية والمناطق التي انتشرت فيها بعد عام 2006. لذلك، فإن استخدام المبيدات الكيميائية وحده لا يكفي لمكافحة هذه الآفة، بل قد يزيد من مقاومتها للمبيدات.
الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفة
للسيطرة على الآفة وتقليل الأضرار الناجمة عنها، يجب اتباع استراتيجية إدارة متكاملة تعتمد على عدة طرق، بما في ذلك حرث وتشميس الأرض، خاصة في حالة وجود محصول مصاب بالآفة في الموسم السابق. كما يوصى باستخدام شتلات طماطم سليمة وخالية من أي طور من أطوار الحشرة، مع التأكد من الحصول عليها من مصادر موثوقة.
تدابير وقائية إضافية
تشمل التدابير الوقائية الأخرى استخدام شبك لمنع دخول الحشرات الكاملة إلى داخل المشاتل والبيوت المحمية البلاستيكية، واستخدام الأبواب المزدوجة المحكمة في المشاتل والبيوت المحمية، ونقل الشتلات من المشتل إلى الحقل أو البيت المحمي بطريقة آمنة تمنع وصول الآفة إليها، وإزالة الأجزاء المصابة من النبات والثمار المصابة وإتلافها.
التوصيات الإضافية للمكافحة
بالإضافة إلى ذلك، يوصى بالتخلص من الأعشاب والنباتات والثمار المصابة وإتلافها، واستخدام المصائد الفيرمونية المائية والفيرمونية المائية الضوئية للاصطياد الجماعي للحشرة، بمعدل 25 إلى 40 مصيدة في الهكتار، حسب شدة الإصابة، مع إضافة الصابون أو مادة زيتية للماء لضمان عدم هروب الحشرة. كما يمكن استخدام المصايد الفيرمونية من نوع دلتا لمتابعة تعداد الآفة الأسبوعي في المزارع، واستخدام الأعداء الحيوية من طفيليات ومفترسات للتطفل على بيض الآفة والتغذية على بيض ويرقات الآفة، وعادة ما يتم استخدامها في بداية الموسم، ويفضل في المشتل.
وفي النهايه :
تظل آفة حافرة الطماطم تحديًا مستمرًا يواجه مزارعي الطماطم في السعودية، ويتطلب جهودًا متكاملة ومستمرة للمكافحة والوقاية. هل يمكن للتقنيات الزراعية الحديثة أن تقدم حلولًا أكثر فعالية للقضاء على هذه الآفة وتقليل خسائر الإنتاج؟











